التقت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس بمحمد مرسي – رئيس جمهورية مصر العربية في قصر الرئاسة بمصر الجديدة حيث حملت له رسالة تهنئة من الرئيس الأمريكي بمناسبة انتخابه كأول رئيس مدني في مصر، كما عقدا مباحثات حول التعاون المشترك بين البلدين وإسهام واشنطن في دعم الاقتصاد المصري، وقال خبراء إن زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية للقاهرة تعد محاولة من الإدارة الأمريكية للتعرف على مرسي عن قرب خاصة أنه يمثل واقعا جديدا في مصر كونه أول رئيس منتخب بالإضافة لانتمائه للتيار الإسلامي. وتعد كلينتون أرفع مسؤول أجنبي يزور مصر بعد انتخاب الرئيس محمد مرسي رئيسا للبلاد نهاية يونيو الماضي. وقال السفير السيد أمين شلبي، المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية بالقاهرة، إن الزيارة لها دلالات خاصة للقاهرة وواشنطن، وأوضح شلبي ل»الشرق»: «هي أول زيارة أمريكية بعد انتخاب رئيس مدني منتخب خاصة أنه رئيس من التيار الإسلامي وهو ما يضع السياسة الخارجية الأمريكية في مأزق من مخاوف التعامل مع الإسلاميين، وأضاف «واشنطن تدرك أن الرئيس مرسي أصبح واقعا وعليها التعامل معه وأعتقد أنها مستعدة للتعامل معه والزيارة تأتي للاستماع إليه مباشرة». وتصف القاهرةوواشنطن علاقتهما بالاستراتيجية، وتعتبر مصر خامس أكبر متلق للمساعدات الأمريكية في العالم بعد إسرائيل. وقال شلبي «كلينتون ستستمع إلى وجهة نظره للتحالف المصري الأمريكي واستعداده لاستمراره»، متابعا «كما تريد أن تستمع بشكل مباشر من موقفه من الاتفاقية المصرية الإسرائيلية التي تعتبرها أمريكا أساس الاستقرار والأمن في المنطقة». وعبر سنوات حكم الرئيس السابق حسني مبارك، احتفظت مصر وأمريكا وإسرائيل بعلاقات قوية وتنسيق كبير في المجالات السياسية والأمنية. ولفت شلبي إلى أن هذا الوضع تغير بوصول رئيس إسلامي للحكم في مصر أكثر تعاطفا ودعما للفلسطينيين، قائلا «هذا الوضع تغير لأن الإدارة المصرية الجديدة ستستمع للرأي العام المصري». ويتهم مراقبون الرئيس المصري السابق بقيادة علاقات تبعية مع واشنطن شملت تقبل والموافقة على السياسات والخطط الأمريكية في المنطقة. وقبل أسبوعين، خطب الرئيس المصري الجديد مرسي في ميدان التحرير قائلا إن علاقات مصر الخارجية لن تكون مبنية على التبعية وأنها ستكون علاقات تخدم المصالح المصرية. لكن شلبي قال «يجب أن يدرك المواطن المصري أن التيار الإسلامي براغماتي ويدرك وضع أمريكا في العالم وبالتالي هو في حاجة للتعاون معها بشكل خاص بالإضافة للاعتبارات الإقليمية. وأوضح شلبي أن مصر تحتاج للدعم الأمريكي لتأمين قروض ومنح ومساعدات اقتصادية من صندوق النقد الدولي وغيره من المؤسسات الاقتصادية العالمية بالإضافة لتشجيع الاستثمار الأمريكي والأجنبي في مصر.