• لا أظن أن الكتابة عن إحباطات كرة القدم السعودية بمستوياتها كافة قد أصبح مجدياً بعد مرور عشر سنوات على بدء الحديث عن تطوير الرياضة السعودية، فقد كانت البداية منذ عام 2002 عندما «أكلناها» من ألمانيا بثمانية أهداف وقيل لنا حينها: أبشروا بالخير والتعديل مقبل!! • لكن الأمور زادت على طينها «بلة» وأصبحنا نسير في طريق منحدر على الأصعدة كافة، والأخطر من هذا أن إحباطات المنتخبات وبعض الأندية الجماهيرية قد أدت إلى تراجع أهمية كرة القدم في المجتمع السعودي، وأصبحت المباريات الدولية «كاملة الدسم» من الفنون المهارية، أمام دوري محلي نصف أحداثه مشكلات تحكيمية وتوازنات بين الأندية الكبرى! أي دوري هذا؟! • قبل سنوات كان «سبعة» من كل «عشرة» شباب سعوديين هم من مدمني متابعة كرة القدم المحلية، فإننا بالتأكيد نتحدث اليوم عن «خمسة» على الأكثر يتابعون الدوري المحلي بشكل مكثف، بينما تقاسم الاثنان الباقيان بين متابعة سطحية للمحلي ومكثفة للأوروبي. • إن هذه الأرقام قابلة للانخفاض أكثر وأكثر، وقد يأتي يوم يصبح فيه مدمنو كرة القدم السعودية أقلية أمام أكثرية مهتمة بالمسابقات الأوروبية، وهذا أمر مدمر لدائرة كبيرة من القطاع الرياضي المحلي في مقدمتها الأندية واللاعبون والحكام والإعلاميون وشركات التسويق والصحف ورعاية الشباب والتلفزيون وشركات الإعلانات والمنتجات وغيرها كثير. • أظن أن الدوري وكرة القدم تحتاج إلى خيال جديد، نحتاج إلى تغيير حقيقي في طريقة تنظيم المسابقات، وشكلها وملاعبها وملابسها ومدرجاتها وخدماتها، إن الأجيال الجديدة لا تقارب منشآتنا وملاعبنا بين ما كانت في الستينيات والسبعينيات وبين استاد الملك فهد الدولي، لأن ذاكرتهم لا تستوعب هذه المقارنة، لكنهم يقارنون حالياً بين ملاعبنا الحالية المرممة، وبين ملاعب دول يرونها أقل إمكانات من بلادنا، ورغم هذا فإن ملاعبهم تظل حلماً لكثير من شبابنا. • إن الرياضة وسيلة الترفيه الرئيسة في هذه البلاد، وليس من المصلحة العامة أن يبتعدوا عنها، لأن البديل سيكون غير معروف. • انتهى كلامنا كإعلام، جاء دور الجهات التنفيذية لنرى أمامنا نهضة وتنظيماً رياضياً حقيقياً وعادلاً مهما كانت ردود الفعل.