علمت «الشرق» أن توتر العلاقة بين حركة حماس وإيران بلغ مرحلة متقدمة في أعقاب دعوة الأخيرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى حضور قمة عدم الانحياز التي ستُعقَد في طهران وعدم توجيه نفس الدعوة لرئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية. وكشفت مصادر من داخل حماس ل «الشرق» عن قرب تجاوز العلاقة بين الطرفين مرحلة الفتور إلى القطيعة الكاملة، وتوقعت أن تشهد الفترة القادمة المزيد من الخطوات الإيرانية باتجاه الرئيس محمود عباس والسلطة الفلسطينية كرد على تجاهل حماس للضغوط التي مارستها إيران عليها لتحسين موقفها تجاه النظام السوري. وبيَّنت المصادر أن الدعم المالي الإيراني لحماس شبه متوقف منذ شهور، لكن الحركة تفضل أن تبقى هذه الخلافات بعيدة عن وسائل الإعلام. من جانبه، رفض الناطق باسم حماس، سامي أبو زهري، نفي أو إثبات وجود خلافات مع إيران، وقال ل «الشرق» إن حماس لن تعلق على دعوة إيران للرئيس عباس في هذه المرحلة، في تغييرٍ واضح للهجة الحركة في الحديث عن علاقاتها بإيران التي تميزت خلال السنوات القليلة الماضية بالحميمية. بدوره، أرجع المحلل السياسي مصطفي الصواف وجود الخلافات بين حماس والجمهورية الإيرانية إلى موقف الحركة الفلسطينية من الثورة السورية وسحبها عناصرها وقياداتها من مختلف المدن السورية. وتابع الصواف «حركة حماس ليست بحاجة إلى رسائل تُوجَّه من قِبَل طهران، وينبغي ألا تكون زيارة الرئيس الفلسطيني محاولة لمساومة حماس التي رفضت أي مساومات من هذا النوع». وبينَّ أن الدعم الإيراني المقدم لحركة حماس وحكومتها في قطاع غزة ينبغي أن يكون ناتجا عن موقف تفرضه الثوابت السياسية والبعد الإسلامي وليس مربوطاً بمصالح ترغب إيران في تحقيقها على حساب الشعب الفلسطيني. ولفت المحلل السياسي إلى أن جزءاً من الخلاف يرجع لعدم سماح حماس لإيران بالتدخل في الشأن الفلسطيني ورفضها تدخل طهران في القرارات المُتَّخَذة من الحركة على الساحة السياسية الفلسطينية.