رفضت الهيئة العامة للطيران المدني تشغيل مطار الطائف الإقليمي ليكون منفذاً جوياً دولياً مسانداً لتخفيف الضغط في حال تكدس الرحلات المغادرة للحجاج والمعتمرين وزوار الأماكن المقدسة في مكةالمكرمة. وتوقع المتحدث الرسمي باسم هيئة الطيران المدني خالد الخيبري أن عدد المعتمرين في موسم رمضان المقبل لن يزيد عن الخمسة ملايين معتمر من خارج المملكة. مؤكداً قابلية استيعاب مطار الملك عبدالعزيز لهذه الأعداد دون أي حرج. وقال ل «الشرق» لدينا مجمع كامل من صالات سفر ومجمع خاص لصالات الحج والعمرة، مع التوسعة الجديدة المنجزة في المطار منذ العام الماضي، التي تستوعب سنوياً 12 مليون مسافر، وبالتالي فلسنا بحاجة إلى فتح مطار الطائف لاستيعاب المزيد. وبيّن أنه من الإجحاف أن نقول إن مطار الملك عبدالعزيز بجدة لا يستوعب حركة المسافرين حيث إن صالات الحج والعمرة هي مجمع كبير قائم بذاته لخدمة الحجاج والمعتمرين. وأضاف قائلاً إن مطار الملك عبدالعزيز، مع بداية شهر ذي القعدة وحتى شهر ذي الحجة سيكون لاستقبال القادمين فقط، ومن بداية شهر صفر إلى 15 محرم يعمل المطار بالكامل على إنهاء إجراءات الركاب للمغادرة، مشيراً إلى أن ساحات المطار تستوعب أعداداً كبيرة من الطائرات، وأكبرها حجماً على مستوى العالم. وكانت وزارة الحج المشرفة على منافذ الحجاج والمعتمرين الجوية والبرية خاطبت الهيئة العامة للطيران المدني في وقت سابق لتشغيل مطار الطائف لقربه من مكةالمكرمة كمنفذ مساند لتخفيف الضغط على مطاري الملك عبدالعزيز الدولي بجدة ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز في المدينةالمنورة. وبيّنت مصادر مطلعة أن رفض الهيئة العامة للطيران المدني يرجع لعدم صلاحية مطار الطائف الإقليمي بوضعه الحالي لاستقبال الحجاج والمعتمرين، علاوة على ما يعانيه المطار ومدرج الطائرات من مشاكل فنية تحول دون استخدامه. وتبحث وزارة الحج مع هيئة الطيران المدني إمكانية الوصول لاتفاق حول إمكانية تفعيل مطار الطائف والاستفادة منه في خدمات الحجاج والمعتمرين ولو اقتصر ذلك على نقل حجاج الداخل والقادمين من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وذلك في الوقت الذي تتزايد فيه الآراء المطالبة بإنشاء مطارات قريبة إما في مكةالمكرمة أو قريبة من حدودها لحل ازدحام الحجاج والمعتمرين القادمين والمغادرين. على صعيد آخر، ينتظر أن يوافق المقام السامي على قرار يسمح بالبناء فوق سفوح جبال مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، لزيادة الطاقة الاستيعابية في هذه المواقع، حيث سيسهم القرار في خفض أسعار حج الداخل المرتفعة والمتفاوتة بحسب الموقع الجغرافي لحملات الحج في المشاعر المقدسة من حيث القرب والبعد. وتبلغ الطاقة الاستيعابية لمشعر منى حالياً نحو مليوني حاج إلا أن أعداد الحجاج في تزايد مستمر في كل موسم، الأمر الذي يضاعف مهام التخطيط والدراسة في الهيئة العليا لتطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة التي تتولى مهام الإشراف على البنى التحتية والطاقة الاستيعابية في المنطقة.