أبدى أهالي منطقة جازان من الرجال تأييدهم للقرار الذي وجه به أمير منطقة جازان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، بإنهاء مراسم حفلات الزواج قبل الواحدة صباحاً لدواع ٍ أمنية وأخرى دينية، بينما أظهر عدد من النساء استياءهن من هذا القرار، معتبرات أنه بعيد عما هو متبع في الأفراح وفقا للعادات والتقاليد في المنطقة، ومطالبات بتمديده. وكان عدد من أهالي المنطقة أبدوا تذمرهم من امتداد حفلات الزواج في قصور الأفراح إلى ساعات الصباح الأولى، حتى أصبح أمراً متعارفاً عليه في قصور أفراح منطقة جازان، ما تسبب في عديد ٍ من المشكلات في الأسر بين الأزواج، لا سيما الموظفون الذين يضطرون للانتظار لساعات متأخرة من الليل لاصطحاب زوجاتهم وذويهم، وقد يصلون إلى منازلهم مع طلوع الفجر. تخفيض قيمة الإيجار وقال المواطن علي ضمدي إن هناك تهاونا في أوقات احتفالات الزواجات وصل حد الإفراط، خصوصا في أيام الإجازات والمواسم، معتبرا أن لذلك عيوبا وسلبيات كثيرة، منها التفكك الأسري، إذ إن أغلب قصور الأفراح تمنع دخول الأطفال، ما يضطر والديهم إلى تركهم مع الخادمات أو لدى الأقارب أو وحدهم في المنزل، إضافة إلى أن بعض الأفراح قد تكون في منتصف الأسبوع، ما يضطر رب الأسرة الموظف إلى السهر حتى ساعات متأخرة من الليل، الأمر الذي يتسبب في ذهابه متأخرا إلى عمله في اليوم التالي. وأضاف المواطن عبده علي «لوحظ في السنوات الأخيرة امتداد مناسبات الأفراح حتى ساعات متأخرة، ما جعل حضورها يمثل عبئا كبيرا على المدعوين المرتبطين بدوام رسمي في اليوم الثاني، وأعتقد أن قرار اقتصارها إلى الساعة الواحدة ليلا قرار مثالي وإيجابي، ونتمنى أن يفعل على الوجه المطلوب». أما المواطن يحيى حسن محمد فقال «مع تأييدنا لتحديد موعد لإنهاء حفلات الأفراح، إلا أننا نطالب في الوقت نفسه إلزام أصحاب القصور وصالات المناسبات بتخفيض قيمة الإيجار، فمن الظلم أن يدفع الشخص 26 ألف ريال، بينما لا تستمر المناسبة سوى ساعتين أو ثلاث ساعات فقط». مطالبات بالتمديد من جهة أخرى، طالب عدد من النساء أمير منطقة جازان بتمديد الوقت المحدد لانتهاء حفلات الزواج مراعاة لعادات وتقاليد أهالي المنطقة.تقول المواطنة بدرية أحمد، رتبت لزواج ابنتي المقرر انعقاده خلال الأيام المقبلة، وتم تجهيز جميع لوازم الفرح والتنسيق مع المطربة والمعازيم، مشيرة إلى أن أغلبهم لا يأتون إلا في الساعة العاشرة أو العاشرة والنصف مساء، وطالبت بتمديد وقت إنهاء حفلات الزواج التي لا تتكرر غير مرة واحدة في العمر للعريس أو العروس، «ومن حقهم الاحتفال بتلك الليلة والاستمتاع بيوم حفلهم كاملا».وأضافت المواطنة آمنة عبدالله «يعتبر تأخير مراسم حفل الزواج عادة بنسبة لأهالي المنطقة، فأهل جازان اعتادوا على تلبية دعوة الزفاف بالحضور متأخرين بعد الساعة العاشرة ليلا، فمن البديهي أن يتأخر موعد الانتهاء». إرهاق وسهر من جانبه، اعتبر المشرف على أحد قصور الأفراح في محافظة صامطة أحمد إبراهيم، أن أكثر الناس مستفيدون من هذا القرار الذي وصفه بالإيجابي، مضيفا أن تأخر انتهاء مراسيم الزواج يشكل عبئا كبيرا على العمال، وذلك لسهرهم إلى صباح اليوم الثاني، وتأخر تنظيف القصر وتجهيزه لتسليمه لمستأجر جديد. وقال إنهم يواجهون صعوبة في إقناع أصحاب المناسبات بإنهاء أفراحهم في وقت مبكر، وقد يضطرون في بعض المناسبات إلى إطفاء الإضاءات أو فصل التيار الكهربائي، وأضاف «هذا الشيء يسبب لنا عديدا من المواقف المحرجة مع الزبائن ولكن نحاول التأقلم مع كل عميل». الرائد عبدالله القرني محضر بالمخالفة وأوضح الناطق الإعلامي في شرطة جازان الرائد عبدالله القرني، أن الجهات الأمنية ستعمل على ضبط المخالفين وتحرير محضر مع الجهات المشاركة بإقرار خطي على صاحب القصر والمستأجر اللذين بدرت منهما المخالفة لأي من التعليمات والشروط النظامية، ومنها الوقت المحدد في إنهاء مراسم الزواج والمناسبات، مشيراً إلى أن إصدار العقوبات تتخذه الجهات المختصة بعد إحالة أوراق محضر المخالفة إليهم لاتخاذ اللازم حيالها. د. عبدالرحمن مدخلي من جهته، أشاد مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جازان الدكتور عبدالرحمن بن معمر مدخلي، بقرار أمير المنطقة، داعياً الأسر إلى ضرورة الالتزام بالقرار وإنهاء مراسم الأفراح في الوقت المحدد، وأضاف «إن من مسؤولية دوريات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن تحيل المخالفين للجهات المختصة»، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة أن يلتزم أصحاب قصور الأفراح بتطبيق القرار.