- أيتها الأرض الشاحبة، كلما كنتُ بدراً.. يهيج البحر حُباً، وتهيج الأشجار وتلتف حول بعضها، إلا قلوب البشر والسِباع في مناحيكِ.. تتورم بالشر والقِتال. – أيتها الأرض الشاحبة، يغشاني سوادك عندما تحاولين التجمّل وتحولين بيني وبين النور. اخجلي!. – أنظر إليكِ.. أرى كل وطن مليئاً بالظلم والخطايا، إلا أوطانا غادرت الخرائط صوب الحظ العاثر.. واستقرت في قلوب العشاق المحرومين!. – يلتفت إليّ الوقت فتتشمر ذاكرته وتجري نحو مستقر لها.. كان غارقاً في البعيد الذي يتناساه الناس جهلاً؛ وخوفاً من قلق الروايات. في عين الوقت يصير القمر وجه الماضي الذي لا يصمتُ أبداً وإن خاطوا فمه بالسُحب. – أنزل إلى الأرض عندما أشتاق للتعب، أتلوّى في البِركة والبحيرة والساقيةِ وعين الحبيبة!. – هنااااااك.. في أماكن مظلمة، أسمع أصوات الصغار الجياع يحكون إلى أمهاتهم الحزانى أن يطعموهم، ولا يسمعهم الناس من حولهم. أستحي من الله والرسول محمد، أن أنفلق عليهم وأسقط قبل يوم معلوم!. – ويكتب الشعراء وجهي في صفحاتهم المحزونة، ولا يدرون أنني أكثر منهم حُزناً.. وأقل «حبيبة».. أصير عرجوناً وأدير صدغي للوقت الأول، وأترك للقصيدة مجراها.. علّها تزور قلباً تمنى قلبا!. – عدسة صغيرة، تفتح عينها فيَّ وأنا أستحمّ في الفضاء، وتضعني عارياً أمام العابرين.. ولم ينتبهوا لوحدتي!. – تشاهدني الأطفال: فترى أرنباً مشدوهاً.. يلهون معه. وأقول لهم: «ياسين عليكم». – تشاهدني عجوز عينها رقراقة.. وترى في وجهي صبية كان يحبها رفيق مات قبل عامين!. – يشاهدني كهل أشيب.. ويرى صبيّ يقطع الأرض مثل ذئب.. ليرى صديقة لم يسمع بها منذ نصف قرن!. – تشاهدني غزالة.. فتجفل لقطيعها خوفاً من رياح قادمة!. – يشاهدني عاشق وعاشقة.. فيبكيان.. ولا أخير أحداً!.