أوضح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر ومندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى جامعة الدول العربية أحمد قطان أنه نقل خلال لقائه أمس (السبت) الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تتضمن دعوة الرئيس مرسي إلى زيارة المملكة. مشيراً - بحسب وكالة الأنباء السعودية - إلى أن الزيارة ستتم يوم الأربعاء (المقبل). وقال قطان إن زيارة الرئيس المصري إلى المملكة ستسهم في تدعيم العلاقات بين البلدين والقيادتين، ومن المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة زيادة في حجم الاستثمارات السعودية في مصر. مشيراً إلى أنه لا يمكن حصر العلاقات السعودية - المصرية فقط في موضوع التعاون الاقتصادي بين البلدين، مؤكداً أن العلاقات بين البلدين أكبر من هذا بكثير. وفي ما يتعلق بالاستثمارات السعودية في مصر أكد السفير قطان أن الاستثمارات السعودية زادت في مصر ولم تقل في مرحلة ما بعد الثورة وكذلك التبادل التجاري. وارتفع عدد العاملين المصريين في المملكة من مليون ونصف المليون قبل الثورة إلى مليون و650 ألفاً حالياً. وبين السفير قطان أن الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي سيؤدي مناسك العمرة خلال الزيارة. إلى ذلك أكد السفير المصري لدى المملكة السفير محمود عوف ل«الحياة» أن زيارة الرئيس محمد مرسي إلى السعودية في أول زيارة خارجية له، تشير إلى أن العلاقة بين البلدين تمثل عمقاً استراتيجياً مهماً للاستقرار في المنطقة، ولا سيما أن الرئيس مرسي صرح في أكثر من لقاء قبل انتخابه بأن أول زيارة خارجية له ستكون إلى المملكة العربية السعودية، لما تمثله العلاقات المصرية - السعودية من أهمية كبرى. فيما أكد المتحدث الرسمي باسم حزب النور نادر بكار في اتصال هاتفي مع «الحياة» أن زيارة الرئيس مرسي بداية طبيعية للزيارات الخارجية المصرية، لأن مكانة المملكة أولاً والخليج عموماً في السياسة المصرية الخارجية أعمق كثيراً من غيرها، وقال بكار إن العلاقة الاستراتيجية بين البلدين ستلعب دوراً محورياً مهماً، وستكون علاقة شراكة حقيقية، ستتطور وتتضاعف أكثر مما كانت عليه في النظام السابق. مشيراً إلى أن الزيارة تمثل أول اختبار حقيقي لقدرة الرئيس مرسي على مد جسور قوية خارجية، وهي «بداية موفقة، لأن السعودية ستستهل عليه الأمر كثيراً». عضو حزب الحرية والعدالة حسين إبراهيم قال في اتصال مع «الحياة» أن الحزب يتطلع إلى أن تحقق الزيارة النتائج المرجوة منها، وبخاصة أن العلاقات المصرية - السعودية تمثل أهمية كبرى لدى الحراك السياسي المصري، مؤكداً أن الشارع السياسي المصري يتطلع لأن تشهد العلاقات السعودية - المصرية تطوراً أكبر في المرحلة المقبلة. يذكر أن مصادر في القاهرة نقلت عن وكالة الأنباء المصرية الرسمية قولها إن السفير قطان شدد عقب اللقاء على حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على استقرار وأمن مصر. وأن السعودية قدمت إلى مصر بليون ونصف البليون دولار كوديعة في البنك المركزي المصري. كما استثنت مصر من خطوط الائتمان حين قدمت لها 200 مليون دولار لشراء منتجات نفطية. وتوقع السفير قطان أن تسهم زيارة الرئيس مرسي إلى السعودية في تدعيم العلاقات بين البلدين والقيادتين وأن تشهد المرحلة المقبلة زيادة في حجم الاستثمارات السعودية في مصر. قطان:أمن السعودية خط أحمر أكدت مصادر مصرية ل«الحياة» أن السفير السعودي أحمد قطان صرح عقب لقائه الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي أن السعودية لا تقبل العبث بأمنها وهو خط أحمر. وأوضح أن موضوع أحمد الجيزاوي الموقوف على ذمة قضية تهريب أدوية مخدرة إلى المملكة، أخذ أكثر من حجمه وهو مطروح أمام القضاء السعودي، وسيتم اتخاذ اللازم حياله في إطار القانون في مثل هذه الحالات. مشيراً إلى أن الإعلام المصري تبنى قصة مختلقة غير حقيقية، ولفت - بحسب المصادر- إلى أن هناك نحو 32 مصرياً محتجزين في السعودية بتهم تتراوح بين الإرهاب وخلافه ومجموعة تمّ تقديمها للمحاكمة وآخرون في الطريق.. وأكد قطان اهتمام المملكة ومصر بأمن منطقة الخليج. مشدداً على أن السعودية ودول الخليج قادرون على حماية أمنهم ويرفضون أي اعتداءات تطاول شعوب المنطقة، وقال إن هذا الموقف واضح منذ رمضان الماضي عندما استدعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سفير المملكة لدى دمشق، وأوضح في رسالة إلى المجتمع الدولي أن لا أحد يرضى عن الوضع الذي يتعرض له الشعب السوري من قتل وتدمير. وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية قال قطان إن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومصر بقيادة رئيسها المنتخب الدكتور محمد مرسي يدعمان القضية الفلسطينية، مؤكداً حرص البلدين على عودة الحقوق إلى أهلها.