هل تترك الصحراء ماء حدودها يروي جباه التائهين، أم أنها إن ذاب ذاك الغصن في أكوابها جاءت تردد أغنيات المتعبين لا لن تحينْ في الرمل أغنية البكاءِ... وصمتها... ينثال في إغفاءة المطرِ... المسافر كل حينْ يا أرضنا الأولى ويا نبضاتها اللائي توارثْن القصائد في الصدى.. أين الوجوه؟ تصاعدت فيها حكايات السنين وتجعّدت أحلامها فينا كليل باغتوا فيه اشتعالات الموائد واختفى فيهم يردد أغنيات المتعبين! (2) هل أنت حين يلامس النخل ارتعاشات النهار هل أنت.. حين يهب في الأحداق فجر للغبار تستوطن الوجع المعبأ في بنادقنا وتنهض للحصار؟ قل للأيادي إنها في (الجيب) لن تبقى ولن يجتثها لحماسنا.. صوت انفجار (3) إن هيأوا للأرض باب وتنفسوا تحت التراب حملوا السيوف على مواجعهم وعادوا بالغياب سيحاصرون بصمتهم ويحمّلون إلى الذهاب وطني المزين بالبروق قريء البهاء.. وتقافز الأطفال من أكواب صبحك وارتموا.. فوق الغناء.. وتهافتوا مدناً تسيل على حدائقك البعيدة.. فوقها.. يحتد صوت الاحتفاء! الشمس تمنحهم يديك مساحة أولى وخبزاً من رمال الأرض من ماء السماء! في الركض.. يا وطني ذكرتك.. خطوة أقدامها عشبٌ وإبريق من الطين المكون ذات ماء.. في ظلك الفجري تغسلنا الملامح في مرايا الضوء يغرينا الضياءْ.. وسكنت أنتْ في ماء ذاكرتي رحيقاً يستشف الورد من شجر الأنامل.. والمحافل من تجاعيد الإناء!! وسكنت أنت..كان النخيل يمر في أسيافهم من بين شارعك المعبَّد بالمطر وصهيل خيل الكبرياء.. وطني المزين بالبروق وحنطة الغيم الملون في بياض العشق.. في دفء الهواء!! وسكنت أنت والأرض تخرج من جباه السمر.. أطرافاً.. تحاصر فيك (مد الانطفاء) وأضأتنا.. زمناً وكنت وسكنت أنت.. في صوتنا شجر يهز حناجرَ.. الزمن المهاجرِ.. في سلال الأصدقاء (حلوى).. وصبح يحتفي بقدوم أطفال المدارس من دفاترك المحاطة بالكتابة والشموع.