دفعت التقارير التي تشير إلى ارتفاع معدلات نقص فيتامين «د» في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط، الباحثة نداء الصفار، إلى قيامها بدراسة تعد الأولى من نوعها في مملكة البحرين. وأظهرت الدراسة المقطعية التي أجرتها الصفار على 500 متطوع ومتطوعة بالغين وصحيحين؛ أن 49.9% منهم يعانون من نقص فيتامين «د»، مع غلبة الإناث في معدل النقص بنسبة 67.6% مقابل 31.2%؛ وتراوحت أعمار الفريق التطوعي بين (15-75عاما)، وراعت الصفار التغيرات الموسمية ونمط الملابس وقياس كل ما يتعلق بفيتامين «د» من عوامل كيميائية حيوية بما في ذلك الكالسيوم والفسفور وإنزيم الفوسفاتيز القلوي وهرموني الكالسستونين والغدة الجاردرقية. حيث استخدمت نظام قياس الطيف الكتلي المزدوج لقياس معدلات فيتامين «د» لدى المتطوعين. وبينت الصفار ما أثبتته الدراسة، حيث إن معدل نقص فيتامين «د» بين النساء المحجبات والمنتقبات أعلى من اللائي لا يعمدن استخدام الملابس المحافظة، مبررة ذلك بقلة تعرضهن لأشعة الشمس. وأضافت أن النساء الأصغر من عمر ثلاثين عاما أكثر نقصا في معدل فيتامين «د»، كما أن فيتامين «د» أقل عند الشريحة التي قيس لها معدلات الفيتامين في فصل الصيف، ممن قيس لها في فصل الشتاء، معللة ذلك بارتفاع درجات الحرارة صيفاً في دول الخليج، ما يقلل فرص تعرض الناس للشمس. كما أن من يمارسون النشاطات يملكون معدلا جيدا من فيتامين «د». كما خلصت الدراسة إلى أن 13.6% فقط من المشاركين لديهم المستوى الأمثل من فيتامين»د» مبينة أن أفضل معامل حيوي للتنبؤ بنقص الفيتامين هو هرمون الجاردرقية والكالسيتونين والكالسيوم المنخفض في المجتمع البحريني. وأوصت الصفار الحكومات الخليجية ووزارات الصحة بزيادة التوعية عن أهمية فيتامين «د»، عن طريق تغيير أنماط حياة الأفراد، من تغذية صحية وتكثيف النشاطات الخارجية، فضلا عن الاهتمام بالمصادر الرئيسة لفيتامين «د» كالشمس والسمك، مضيفة أن على المستشفيات أيضاً الاهتمام بإجراء فحص دوري لمعدلات هذا الفيتامين، والابتعاد عن الحبوب والإبر، التي قد تؤدي إلى تسممات كبدية على المدى البعيد، في حالات نادرة جدا. ولفتت الصفار إلى أهمية تدعيم الحليب المجفف بكميات مناسبة من فيتامين «د»، مستدلة بالدراسة التي أجريت في جامعة الملك سعود، التي خلصت إلى أن كمية الفيتامين المكتوبة على غلاف الألبان المجففة أقل مما تحويه فعلا، مشيرة إلى ضرورة اهتمام المرأة الحامل بصحتها العامة، كونها تنقل هذه الصحة إلى أبنائها. وعدت الصفار فيتامين «د» مشاركا رئيسيا لجميع وظائف الجسم الحيوية.