أقامت كلية الطب بجامعة القصيم ندوة يوم الأربعاء 14 /5 /1431ه بعنوان "فيتامين الشمس هل نحصل على كفايتنا" في مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة بالتعاون مع الشؤون الصحية بالمنطقة حيث شارك فيها نخبة من أساتذة كلية الطب والاستشاريين بالمنطقة. وافتتحت الندوة بمحاضرة لرئيس اللجنة المنظمة الدكتور/ عبدالرحمن المحيميد حيث بين الدكتور أن الأبحاث الأخيرة قد أثبتت نقص معدلات فيتامين (د) في أجسامنا, وأكد أن الفيتامين له علاقة وطيدة بعدد من الأمراض منها بعض أنواع السرطان والكساح وهشاشة العظام وأمراض المناعة والأمراض النفسية وداء السكري وكذلك العديد من الأمراض الأخرى. ثم تلاها عدد من المحاضرات تتحدث عن مصادر هذا الفيتامين ومدى انتشار مشكلة النقص في مجتمعنا وعلاقة نقص الفيتامين ببعض الأمراض. بعد ذلك اجتمع الحضور في مجموعات عمل صغيرة للخروج بتوصيات عملية للأطباء الممارسين والمجتمع ككل لمواجهة هذه المشكلة. مقتطفات من الندوة أثبتت الدراسات أن حوالي نصف سكان العالم يعانون من نقص في هذا الفيتامين, وتعتبر الشمس هي المصدر الأساسي لفيتامين (د). إن نقص فيتامين (د) شائع جدًا وهو بحق أحد الأوبئة الصامتة في المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط. تشير الدراسات التي أُجريت في المملكة ولبنان وتركيا إلى أن مالا يقل عن ثلث البالغين مصاب بنقص فيتامين (د), وتزداد هذه النسبة عند النساء وعند كبار السن. يرجع السبب غالبًا إلى التجنب شبه الكامل لأشعة الشمس وإلى العزوف عن تناول الحليب ومشتقاته. تكمن أهمية فيتامين د بأنه يعتبر هرمونا لأنه يمكن لأجسامنا أن تنتجه من خلال تعرضنا لأشعة الشمس والسبب الثاني هذا الفيتامين في صورته البيولوجية الفعالة يعتبر هرموناً يساعد الأمعاء على امتصاص الكالسيوم الموجود في الطعام، وبالتالي يؤمن المادة الضرورية لتكلس العظام. يوجد لفيتامين د (هرمون د) وظائف عدة ومن أهمها:امتصاص المعادن وترسيبها في العظام ويعتبر هام جداً في المحافظة على كثافة العظام, يوجد له أيضا خصائص مضادة للسرطان وتنظيم ضغط الدم وعلاج بعض أمراض المناعة مثل التصلب المتعدد والصدفية, وتبين أيضا أنه يؤثر على الاتزان البيولوجي والحالة النفسية والسلوك ويساعد على تقوية العضلات وتقوية جهاز المناعة في الجسم. ما هي المصادر الأساسية لفيتامين (د)؟ تعتبر الشمس هي المصدر الأساس والأول لفيتامين (د)حيث تبين أن التعرض الكافي الصحيح للشمس يغني عن أي مصدر غذائي، أما المصادر الغذائية تتمثل في زيت كبد الحوت والأسماك الدسمة مثل السالمون والساردين والتونة والفرخ البحري وسمك السيف وسمك الرنجة والألبان، أيضا المستحضرات أو المكملات الغذائية المتواجدة في الأسواق المحلية مثل الألبان والعصيرات المضاف لها فيتامين (د) التوصيات: بما انه لا يوجد فيتامين (د) في كثير من الأطعمة يمكن الاعتماد على الشمس كمصدر أساسي لتصنيعه داخل الجسم حيث أن أفضل وقت للتعرض للشمس هو بين الساعة 9 صباحاً حتى 3 مساء, حيث أن ذوي البشرة الفاتحة يتعرضون للشمس من 10-15 دقيقة وذوي البشرة الداكنة 20 دقيقة, أما كبار السن من 23 - 25 ويكتفي بأن يكون ذلك بمعدل مرتين أسبوعيا بتعريض الوجه واليدين والساقين وأعلى الجسم إن أمكن لأشعة الشمس. وفي حالة عدم التعرض للشمس يجب أن يتناول البالغين 25 ميكروغرام (1000 وحدة دولية) من فيتامين (د), أما الأطفال (400 وحدة دولية) أيضا هناك عوامل تعيق تصنيع فيتامين (د) عند التعرض للشمس وهي: الملابس، زجاج المنزل، الغيوم، كريمات وقاية للجلد، الضباب وعدم اختيار الوقت المناسب. لقد أثبت الدراسات أيضا أن تصنيع فيتامين (د) الزائد داخل الجسم ليس له أي أعراض جانبية حيث أن الجسم يأخذ ما يحتاجه ويتخلص من المتبقي. مع تمنياتنا لكل المواطنين دوام الصحة والاستفادة المثلى من ضوء الشمس لنتجنب نقص فيتامين (د) ومضاعفاته.