معذرة لموتك، إنه مجرد اشتباه أو شك، مت وأنعم بالموت، ونحن كنا نهدف إلى حراسة أخلاقك، وتسوير فضيلة مزعوم خدشها. ظن بخلوة، أو اختلاء، أو حتى رفع صوت أغنية، فالموت هو ما تستحق، وروحك رخيصة لا يمكن أن تعني لنا شيئاً، فنحن أهل الدين والدنيا. بالأمس كان خبر وفاته وإصابة زوجته، ودخول أحد أطفاله العناية المركزة، لمجرد شبهة، في أمر حتى لو كان حقيقياً لم يكن يجب أن يصل لهذه النهاية الدموية، ستقف روح الضحية شاهدة على ما يمكن أن نفعله اقتصاصاً من الجاني، فالفاعل حتى لو كان هدفه نبيلاً، إذا وصل لاغتصاب حياة شخص، فإنه يصبح مجرماً، يجب القصاص منه. الحوادث مرت كثيرة، ولم يقتص أحد، ويبدو أن الصمت الذي أطبق على القضايا السابقة، سيطبق على هذه القضية، مما سيدفع الفاعل إلى التمادي، والتمادي دون رادع، وكأنه يطبق نظام الغاب. في كل حالاته لم يكن قائدنا وأستاذنا وحبيبنا ورسولنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، عنيفاً أو معنفاً، بل إنه ذهب إلى التدرج في الإنكار كأسلوب ديني يقرب الناس من الدين، وفي حديثه عليه الصلاة والسلام «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» دلالة واضحة على أن الإنكار درجات، وأن الفاعل للإنكار يجب أن يتحلى بالصبر والحلم. أسئلة كثيرة تدور في أفواه الناس عن واقع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بعضهم يسخر، بأنه يجب على أي متزوج ألا يخرج مع زوجته، فقد يعتبران في خلوة، وقد يطاردهما أحد المحتسبين ويتسبب في مقتلهما، وقد يداهمك شاب وأنت مع زوجك في السوق ليطلب إثباتاً على أنكما متزوجان، وكلها أمور لا يستبعد حدوثها مستقبلاً. أسئلة أخرى تنحني أمام دماء سالت، وهي: هل يقدم حسن الظن أم سوؤه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟، وهل من تسبب بجريمة مثل جريمة الباحة هو قاتل؟ وإذا كان كذلك فهل القاتل فرد أم مجموعة لم تحترم الأنفس؟ وألا يستحق عقاباً رادعاً؟. • ومضة: القاتل سيبقى طليقاً.