كل الناس بالقطع تخاف من «العفاريت» ضمن منظومة «الخوف من المجهول»، ولأن «اللي يخاف من العفريت يطلع له»، والمثل هنا يتحدث عن «عفريت واحد» يمكن صرفه بقراءة «آية الكرسي»، وهو ما يطرح سؤالا تحتاج إجابته إلى نصائح من كل أهل العلم، والفقه الإسلامي وهو: كيف يكون التصرف حيال «ألف عفريت» خرجوا لنا في «عز النهار»، في غير ما تعودنا عليه من أقاويل بأن ظلام الليل وحده هو توقيت ظهور «العفاريت» وليس «رائعة النهار»، فهل تغيرت أوقات ونوعيات العفاريت في هذا الزمان! وهل كثرة ظهور عفاريت هذه الأيام يعود إلى كثرة الخرابات تحقيقاً لمقولة أكثر قدما تتحدث عن المصريين الذين «يطلع لهم في كل خرابة.. عفريت». ولماذا نحن الذين تمتلئ حياتهم -منذ ثورة يناير- بالعفاريت من كل نوع وجنس يظهرون لنا في أجساد وثياب بشر إلى درجة أننا لم نعد نفرق وسط فيالقهم الكثيرة بين من هو بشري، ومن هو «الجني» الذين غالبيتهم من «الجن السفلي» الذي ليس له علاج سوي تسليم الأمر.. لصاحب الأمر فهو الوحيد القادر، والقاهر فوق عباده، والذي لم يخلق داء إلا وله دواء، وإن كانت الأدوية التي نعرفها قد استعصى عليها الداء الذي يعانيه الآن كل المصريين! ومن بين الهيئات التي اتخذتها العفاريت الحالية هو «شكل القرود» محترفي القفز على أغصان كل الأشجار بما لا يسمح بالتفريق بين الواقف على شجرة «وذيله» الشابك في غصن آخر استعدادا لتغيير الموقع إلى الشجرة الأخرى بقفزة واحدة مع احتمال العودة للشجرة القديمة ليسبب للمتابع حيرة تصل إلى حد «الحوسة» التي نحن فيها الآن! وبهيئة عفاريت (اليومين دول) «القرود» فإن الأمر يحتاج إلى «قرداتي بعصاية» بشرط ألا يقدم لنا العرض التقليدي بتاع «عجين الفلاحة.. ونوم العازب» ذلك أننا زهقنا من عجين الفلاحة، كما سئمنا نوم العازب، فكل ما نطمع فيه هو أن «نستريح» دون العودة إلى «القرداتي القديم»!