قال الحرفي إدريس خليفة البوعينين: إن الجيل الجديد من الشباب لديه رغبة في تعلّم الأشياء الحرفية التراثية، وهناك دورات تقام في الأعمال الحرفية لاستقطاب الشباب ومحاولة تعزيز هذا التوجّه فيهم حتى يكونوا على ارتباط وثيق بماضيهم العريق. وأضاف أن أحد أبنائه مولع بالحرفة التي يمتهنها هو منذ ثلاثين عاماً، ولديه توجّه في تعلّمها، ولكن تحول ظروف الدراسة حالياً دون ذلك. وأشار إلى أنه يعمل في مجال صناعة القوارب الشراعية بجميع أنواعها منذ ثلاثين عاماً، وأن هذه المهنة لم تكن متوارثة بل كانت عن طريق تعليم والده له أساسيات هذه الحرفة والقواعد الأولى لها، وأنه استفاد من والده فقط في المبادئ الأولية ومن ثم انطلق هو في هذا المجال وطوّر نفسه بمرور الأيام. وأفاد أنه موظف حكومي متقاعد وأصبح يزاول هذه المهنة باستمرار نظراً للوقت الكبير الذي بات لديه الآن، كما عمل لفترة أيضاً لدى شركة سابك في مجال أعمال الديكور نظراً لبراعته في المنحوتات الخشبية. وذكر أنه لم يتعلّم هذه الحرفة أكاديمياً وإنما هي موهبة من الله عزّ وجلّ، طوَّرها هو بنفسه حتى وصل إلى ما هو عليه الآن، مفيداً أن صناعة القوارب تضاءلت كثيراً، إن لم تكن انعدمت، وأصبح كثيرٌ من الناس يعتمد على الطرادات الحديثة والقوارب المزودة بالمكائن السريعة لراحتها وسرعتها، ولكن ذلك لم يمنع ولم يحد من صناعة القوارب الخشبية وما زال هناك كثيرٌ ممن يحرصون على اقتنائها ولو في حدود ضيقة، إضافة إلى تزايد الطلب عليها لتزيين البيوت وتجميلها واستخدامها بشكل كبير في أعمال الديكور المنزلي. وذكر أن الأسعار مناسبة وفي متناول الجميع ولا تتعدّى 1500 ريال كأقصى حد. وبيّن أن من أهم أنواع الخشب المستخدمة في صناعة القوارب الأثل والتيك، وأن الأثل يتميّز بقوته ونظافته، وأن التعامل يتم بكثرة مع هذين النوعين، موضحاً أنه شارك في كثير من المهرجانات والمعارض المحلية من أبرزها مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة.