لا يتخيل الزائر لمنطقة المفرق الأردنية على الحدود مع سوريا أن طبول الحرب تقرع على الحدود المقابلة في أقصى الشمال بين سوريا وتركيا. ويؤكد المواطنون في المفرق أنه لا توجد أية تحركات عسكرية أردنية غير اعتيادية، وأن الهدوء يسود قرى المفرق المتاخمة للحدود مع سوريا، وكذلك الحال في منطقة الرمثا الحدودية. وخلال الأيام الماضية لم يلحظ المواطنون أي معلم عسكري جديد سوى بطارية دفاع جوي ضخمة تم نصبها شمال المفرق، وأبلغ شهود عيان «الشرق» أنها نُصِبَت هناك منذ أسبوع تقريباً. رئيس الوزراء الأردني فايز الطراونة، وعلى الرغم من تصريحاته المتصاعدة نسبياً إزاء النظام السوري، شدد في تصريحات صحفية أمس، على أن الأردن ليس طرفا في الصراع داخل سوريا، وأضاف أن رأي الأردن كان واضحا من البداية ومفاده أن الحل الأمني لا يصل إلى نتيجة، مشدداً على أن الأردن ليس له مصلحة في تهريب السلاح إلى سوريا، ومستغرباً التصعيد الإعلامي السوري ضد الأردن. من ناحيته، قال النائب الأردني وزير الخارجية السابق عبدالله النسور ل «الشرق» إنه لا يعتقد أن الأردن سينخرط في أي جهد عسكري في سوريا، مشدداً على أن حدود الأردن منضبطة وسياسته معلنة وواضحة إذ لا يريد على الإطلاق أي تصعيد عسكري في سوريا. وأضاف النسور أن أحد معالم السياسة الأردنية الثابتة والمستقرة هي أن الأردن «لن يكون مقراً أو ممراً للاعتداء على سوريا، ولا نؤيد التدخل العسكري الخارجي حتى من أراضي الآخرين، ناهيك عن الأراضي الأردنية». وعد النسور المعروف بقربه من دوائر القرار الأردنية أن السياسة الأردنية إزاء الوضع السوري مستقرة منذ 16 شهراً، ولا خلاف عليها، ولا يوجد جديد في هذه السياسة. أما أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور فألمح إلى أن الحزب يعارض التدخل الخارجي، مشدداً في تصريحات ل «الشرق» على أن الأصل هو أن يتلقى الشعب السوري مساعدات عربية وإسلامية تغنيه عن أية مساعدات خارجية مشبوهة. وأضاف منصور أن الحكومة الأردنية لم تطرح أي شيء بهذا الخصوص بعد، وبالتالي من المبكر أن يطرح الحزب موقفاً تجاهه. وتأتي كل هذه التصريحات والمواقف لتؤكد أن لا أجواء تصعيد في الأردن، وأن الحدود السورية الأردنية ستكون هادئة لوقت طويل.