في زاويته الفاتنة «أنين الكلام» كتب علي مكي يوم السبت الماضي مقالاً بعنوان «المقابر في السعودية» تحدث فيه عن المقابر. وقال إنها -أي مقابرنا-: «لا زهور فيها، لا صاحية ولا ذابلة! وليس فيها غير الظلام والجن والأفاعي» وأزيد عليه «من الشعر بيتا» -كما يقولون- بأنها تحولت إلى مرتع للكلاب الضالة، والقديم من القبور استوى مع الأرض فلا تميزه إلا ببعض «القشاوش» حوله. في 2011م دفنت أعز أصدقاء العمر وبعد أن قضيت حزني ذهبت لزيارة قبره. ولولا «ألطاف الله» العلي الخبير لضاع القبر. «لفيت» و»خبشت» في الأرض محاولاً وضع شاهد يكفيني عناء «البهطة» في المرات القادمة. أردت وضع علامة لا تمحوها الأيام، فثبت «طوبتين» بالأسمنت حوله. سافرت الرياض وعدت فإذا بهما «مكسرتان» ومنثورتان في المكان!. اضطررت لتعليم القبر وهو قبر والدي رحمه الله «ببخاخ» أخضر اللون!. بعد ذلك بأشهر معدودة ودعت أختي الصغيرة. وضعتها بجانب والدي. وعلّمت قبرها أيضا «بالبخاخ» الأخضر.. وكلما عدت جددت البخاخ كي لا «ينمسح»!. لم لا يكون هناك مسحة من النظام والترتيب، بدل هذه الفوضى والعشوائية التي «شمتت» بالمقابر وحولتها من مكان له قدسيته إلى ممر مهمل عابر!. ما هي الحكمة من ترك قبور «حبايبنا» بهذا الشكل المهمل بلا شواهد عليها اسم المتوفى؟! هذا يعلم قبر ابنه بعلبة «سفن»، وذاك يعلم قبر أمه بعدد القبور بين قبرها وجدار المقبرة!. هل من المعقول أن أسمع من أحد أقاربي نصيحة مفادها أن الذي كسر الطوب الذي بنيته.. قام بذلك لصون عقيدتي من الانحراف! هل سأعمر ضريحا حول قبر والدي؟!. يا أبا مشعل كثر الله خيرهم لا نريد زهوراً صاحية ولا ذابلة ولا زنبقات سود ولا «منيلة»، نريد أن نضع شواهد على القبور -بالحد الذي يبيحه الشرع- تحفظها من الضياع.. وتصون قلوبنا.. وذاكرتنا الجماعية!.