وصفت عضوات مجالس أندية أدبية ما تمخضت عنه نتائج الانتخابات ب»المسرحية الهزيلة» التي أحبطت طموحهن في بلوغ «منصب رئاسة المجالس»، في ظل عقلية ذكورية تعتقد أن «المرأة تابعة، ولا ترقى لتكون قائدة». فيما ترى مثقفات أن الخطوة نحو تصدرهن للرئاسة بدأت، بعد أن «تمكنّ من دخول مجالس الإدارة»، وإن كان انتظارهن قد طال كثيراً. صدمة وإحباط لا تخفي الأديبة خديجة ناجع، التي شاركت في انتخابات جازان، تشكّكها في نتائجها وصدمتها وإحباطها من العملية الانتخابية، وتصفها ب»المريبة والمخيفة، وتجعل المقبل مظلماً»، وتقول «في ظل الظروف الراهنة، لا يمكن التنبؤ بإمكانية وصول المرأة إلى الرئاسة». وتوضح «انتظرنا طويلاً الانتخابات، وكنا نطالب بمقاعد، والمشاركة في صناعة القرار، ووضع الخطط، سواء على مستوى الأندية، أو وزارة الثقافة والإعلام»، مضيفة «ما يريده المثقفون (الرجال) الوصاية على المرأة، فكيف نتوقع أن تكون المرأة رئيسة». وتقول ساخرة «يريدون منها في الأندية أن تطبخ لهم». وترى أن المستقبل مخيف، كما أن «وزارة الثقافة مصابة بفقر دم حاد جداً». خلصت ناجع إلى هذه النتيجة على أثر الانتخابات، موضحة «كنت متفائلة بغد مشرق، لكن الوضع كشف عن تزييف وكذب، فلا أمل مع الوزارة، ولا أعلم كم سنة ضوئية نحتاج لنتطور». واتهمت رجال الأندية ب»إدخال نساء موهومات ومزيفات، حتى يكون الإنتاج مزيفاً وضعيفاً، خصوصاً أننا عملنا طويلاً في الثقافة، وأخيراً نفاجأ بوجود أسماء غير معروفة». وتصف ما حدث من انتخابات ب»المسرحية الهزيلة»، وتقول «لا أقبل بدور «الكومبارس»، فإما أن آخذ دور البطولة، أو أبتعد»، جازمة أن العملية الانتخابية، وما حدث فيها، لا يعطي أي مؤشر على مصداقية تأسيس دور حقيقي للمرأة. الرؤية غير واضحة وترى عضو مجلس أدبي حائل، شيما الشمري، أن ما حدث من انتخابات وإفرازاتها «فترة مخاض»، مضيفة أن الوضع متداخل، والرؤية غير واضحة، خصوصاً أن تجربة الانتخابات جديدة، وما نلاحظه أن الطعون فيها كثيرة. وترى أن هذا الأمر انعكس على وضع المرأة في الأندية، مبينة أنها وحدها لن تنجح إذا لم تعطَ الفرصة، سواء في التصويت، أو اتخاذ القرارات، مطالبة بإعطائها فرصة مع احترام وجودها، وأن يكون القرار جماعياً، وأن تطلع على القرارات، وليس اتخاذها دون علمها، والتعامل معها كعنصر غير موجود، وإلا لن تنجح في رسالتها، وسيكون وجودها كعضو في المجلس غير فعال، مضيفة «لا أرى تغييراً عن اللجان النسائية السابقة، في ظل الظروف الراهنة». ولا تعدّ الوصول إلى «المجلس» نجاحاً، إنما النجاح في أن تعطى فرصة في القرارات والتصويت عليها، مبينة أن وجود المرأة كرئيس، أو نائب، ليس مهماً بقدر نجاحها في أداء رسالتها. وتنطلق إلى قضية «الندّية»، موضحة «إذا غابت نظرة التعاون والندّية من الرجل تجاه المرأة، فلن يكون لوجودها نفع». معتبرة ما حدث من دخول المرأة للانتخابات فرصة قدمتها الوزارة، وشاركت المرأة فيها، حتى لا يقال لها أعطيناكنَّ الفرصة، وأنتن من فوتنها. أطمح للرئاسة وتطمح عضو مجلس إدارة نادي الأحساء، تهاني الصبيحة، في أن تكون رئيسة للنادي، ولا ترى مشكلة في أن تمسك المثقفة الرئاسة، وترى ظهور المرأة في عضوية المجالس كالحلم انتظرناه فترة طويلة. وعلى الرغم من الطموح الذي تسعى له الصبيحة، إلا أن الواقع يفرض عليها أمراً آخر، وتوضح أن الوضع الاجتماعي يضع القيود والخطوط الحمراء أمام المرأة، ومازال ينظر لها على أنها عورة، ف»صوتها واسمها وإدلاؤها برأيها شيء مخالف للشرع». نظرة المجتمع وتتفق عضو مجلس إدارة جدة، أميرة كشغري، مع الصبيحة، في أن المجتمع عقبة أمام المرأة، وتوضح أن نظرة المجتمع لها أن تكون تابعاً، وليس قائداً. وترى في دخول المرأة إدارة المجلس خطوة أولى ومهمة جداً، متوقعة نتائج إيجابية. وتعتقد أن وجود المرأة في المجلس مرتبط بأمرين: الأول إيمان بعضهم بأنها يجب أن تكون تابعاً، والثاني يكمن في صعوبة حركتها واتصالها بالمسؤولين في الجهات الرسمية، وغيرها، وفرض المحرم عليها في كل شيء، لكن ذلك لم يمنع كشغري من أن تصرح بأن المنصب الوحيد الذي تطمح له هو رئاسة النادي، مضيفة «لو كنت نائبة رئيس سأظل في خانة التابع، الذي يقوم بما يؤمر به». اختلف نصيب المرأة في عضوية المجالس الأدبية في مناطق المملكة، وبينما فازت في بعضها بأربعة مقاعد، خرجت من الأخرى خالية الوفاض.