أكد الرئيس السابق للمجلس الاستشاري المصري ونقيب المحامين، سامح عاشور، أن أداء الرئيس المنتخَب محمد مرسي اليمين أمام المحكمة الدستورية العليا يعدّ اعترافاً منه بالإعلان الدستوري المكمِّل. وأوضح عاشور، في حوارٍ ل«الشرق»، أن الإعلان المكمِّل لا ينتقص من صلاحيات الرئيس، وإنما يعمل على مواجهة الفراغ التشريعي بعد حكم حل البرلمان، مشككاً في إمكانية انفصال محمد مرسي سياسياً عن الإخوان، وفيما يلي نص الحوار: * كيف ترى أداء الرئيس محمد مرسي يميناً رمزية في ميدان التحرير؟ - أراه إجراءً احتفالياً وليس إجراء مسؤولية، أعتقد أنه كان يقصد التواصل مع الجماهير، وأرى أن محمد مرسي سار على درب رئيس مجلس الوزراء الأسبق عصام شرف، في النهاية غَضِب الميدان وأطاح بشرف. * بمَ تفسر التزام محمد مرسي بأداء اليمين أمام المحكمة الدستورية العليا؟ - يعدّ اعترافاً منه بالإعلان الدستوري التكميلي واحتراماً للدستور وللقانون لكي يبدأ مهامه بشكل شرعي. * تقدمت باستقالة أعضاء المجلس الاستشاري، فهل تقبل إسداء النصح للمجلس العسكري إذا طلَب منك؟ - أوافق إذا كان طلب المشورة بشكل ودي مادام الأمر يتعلق بالوطن، إنما استمرار المجلس الاستشاري رسمياً فلا ضرورة له الآن. * ما أسباب انسحابك من الجمعية الأولى لصياغة الدستور؟ - سيطر عليها فصيل واحد وهو التيار الإسلامي، هذا لا يصح، حتى الجمعية الثانية وقعت في نفس أخطاء الأولى، وأتوقع أن يتم حلها وأن يسارع أعضاؤها إلى وضع الدستور قبل جلسة نظر الدعوى المطالبة بحلها، هم بذلك يستخفون بقيمة الدستور. * هل ترى ضرورة للإعلان الدستوري المكمِّل؟ - أبداً، ولم يُضِف للمجلس العسكري شيئاً، فقرار الحرب دائماً يكون باستشارة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ولا يمكن لأي رئيس أن يُعلن الحرب دون الرجوع إلى القوات المسلحة، بالنسبة للسلطات التشريعية أقول إنه لا أحد يملك إصدار قوانين إلا في حالة الاضطرار لحين إقرار الدستور الجديد. * ما سبب إصدار إعلان دستوري مكمل؟ - أعتقد أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة أصدر الإعلان المكمل للاحتياط ضد محاولات البعض للافتئات على سلطاته، كما أنه لا يعلم من هو الرئيس القادم. * هل تعتقد بوجود تفاهمات بين العسكري وجماعة الإخوان في الفترة الحالية؟ - المجلس العسكري والإخوان في تفاهمات منذ البداية ويتعاملان بأسلوب «زواج البدل»، كأن كل طرف متزوج أخت الآخر، فإن أساء أحدهما لزوجته أساء الآخر، والنتيجة أنهم اتفقوا علينا فهم أول من تحالفوا في تعطيل إصدار الدستور إلى ما بعد إجراء الانتخابات البرلمانية، هما الآن في حالة صلح ورئيس الجمهورية المنتخب أدلى بتصريحات مفادها أن المجلس العسكري أدى واجبه على أكمل وجه ولم يخطئ، لذا أستشعر أن هناك تواطؤاً على المصريين بين المجلس العسكري والإخوان. * هناك من يروّج لأن أمريكا ضغطت على المجلس الأعلى للقوات المسلحة لتنصيب مرسي رئيساً، ما تعليقك؟ - سمعنا ذلك ونحن في حالة ذهول، أتمنى ألا يكون الأمر كذلك وألا يكون جيشنا وقع في هذا الخطأ، أمريكا والاتحاد الأوروبي مارسوا ضغوطاً معلنة وواضحة على مصر لتسليم السلطة، وهذا ما ظهر جلياً في حديث وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، ثم بيان الاتحاد الأوروبي وتركيا، كما أن أمريكا طالبت بغض الطرف عن حكم المحكمة الدستورية بحل البرلمان في موقف يثير علامات الاستفهام. * هل تتوقع حدوث صدام بين الإخوان والمجلس العسكري مستقبلاً؟ - لا أظن حدوث ذلك. * يقال إن المجلس العسكري سيعدّل الإعلان الدستوري المكمل لمنح الرئيس مزيداً من الصلاحيات، فما رأيك؟ - الإعلان الدستوري الجديد بلا قيمة، والرئيس يتمتع بكل صلاحياته، والخلاف حول سلطة التشريع فقط، وبكل حال فلا يوجد قانون يصدره المجلس الأعلى للقوات المسحلة سيُنفَّذ إلا بعد تصديق الرئيس عليه، الأهم من ذلك هو الدستور وليس سلطة سنّ التشريعات. * هل تتوقع انفصال مرسي عن جماعة الإخوان؟ - لا أظن، وكلها محاولات لطمأنة الشارع المصري. * من سيحكم مصر إذن؟ - بالتأكيد سيحكم مصر الإخوان المسلمون، فالرئيس لن يتخلى عنهم لاعتبارات الولاء والانتماء وإيمانه بعقيدتهم، وبالعودة لتصريحاتهم عقب فوز مرسي تجدهم يخططون من هي الجهة التي سيقسم أمامها، ما يدل أنهم يتدخلون في أدق تفاصيل مؤسسة الرئاسة.