فشل مفاوضات موسكو وتمسّك أوروبا بتطبيق العقوبات على صادرات إيران النفطية وانخفاض أسعار النفط على عكس التوقعات الإيرانية، جعل إيران تلجأ إلى حلول يائسة، يكمن أولها في إبعاد «نجاد» ومجموعته كلياً عن المفاوضات النووية وتنمية دور «رفسنجاني»، بعد أن أفهم «خامنئي»، «نجاد» بأن تصريحاته الاستفزازية تجاه المنطقة والخليج العربي وزيارته الأخيرة للجزر الإماراتية الثلاث، ما هي إلا مؤامرة «نجادية» لإفشال مفاوضات إسطنبول النووية بسبب إبعاده عنها. وسيبعد «خامنئي» المزيد من قادة الحرس، ويسترجع بعض المقصيين، وسيجري سلسلة تغييرات تتعلق بوسائل الإعلام كالإذاعة والتلفزيون وصحيفة «كيهان»، ويقوم بتعديلات تهم الفريق النووي المفاوض، مع إبداء المزيد من التعاون مع الصين للضغط على مجموعة دول 5+1 لاستضافة المفاوضات القادمة، واستعداد إيران للتراجع عن مواقفها المتشدّدة إزاء برنامجها النووي، علها تفلح في إلغاء العقوبات والحيلولة دون تطبيق العقوبات النفطية الأوروبية. وفشلت إيران في رهانها على ارتفاع أسعار النفط مع اقتراب موعد تنفيذ القرار الأوروبي وقف استيراد النفط من إيران، وتفاقمت أزمة إيران مع اضطرارها إلى تخفيض ثلاثين دولارا على سعر البرميل، بسبب رفض شركات التأمين التعامل مع ناقلات النفط الإيراني. ومع حزمة العقوبات الأوروبية الجديدة، ستمتنع الناقلات عن نقل النفط الإيراني إلى المياه الدولية، آنذاك سوف تستيقظ إيران على كارثة مفادها أن لعبة التعنت وشد الحبل والتصعيد والتهديد قد شارفت على نهاية، لا تقل مرارة عن كأس السم الذي اعتادت على تجرّعه، وأن مناورة تغيير عمامة بعمامة أخرى، ومختلس بآخر، أو تاجر مخدّرات بتاجر أقصي من بورصة الحرس الثوري للمخدّرات، ليس إلا حلولا يائسة تكشف حجم الارتباك الإيراني في اتخاذ التدابير.