ورثوا الحرف عن آبائهم وأجدادهم، فأحبوها من أجل الكسب المادي أو حبا للتراث ذاته أو لشغل أوقات الفراغ فيما هو مفيد. ولكن الذين التقتهم «الشرق» في برنامج أرامكو الثقافي أجمعوا على سعيهم لحفظ تراث الوطن عن طريق مشاركتهم في المهرجانات السياحية والمعارض، حيث استقطبت القرية التراثية في معرض أرامكو السعودية الثقافي العديد من الأسر. تذكر فتحية المريحل القادمة من محافظة الأحساء أنها ورثت حرفة صنع خبز «الرقاق» عن والدتها، موضحة أن الإقبال عليه كبير جداً وخاصة في شهر رمضان لارتباطه بأكلة معينة. قالت إنها امتهنت هي وست فتيات من أفراد الأسرة طريقة عمل الخبز وبيعه من المنزل، موضحة أنها بدأت بالتدرج إلى عمل الفطائر وبيعها. قد شاركت المريحل في العديد من المهرجانات السياحية، منها مهرجانات أرامكو والعديد من مناطق المملكة كبريدة والقصيم والرياض، موضحة أن مشاركتها في المهرجانات هو لإحياء المهن القديمة وتعريف الجيل الجديد بمهن الأجداد ،بالإضافة إلى أن أغلب زوار المهرجانات يكونون من السياح الأجانب، موضحة أن دورها يكون بتثقيفهم بالتراث السعودي. من جهة أخرى يعمل صالح علي الغراش القادم من الأحساء أيضاً مرتدياً ملابس ملطخة ببقايا طين، على صناعة قطعة فخارية. ويستعيد الغراش بداياته في صناعة الفخار بتوارث هذه المهنة عن الأجداد، موضحا أن صناعة الفخار تعتبر من أقدم الصناعات اليدوية في العالم، مشيرا إلى أنه في السابق كان الاعتماد الكلي على الأدوات الفخارية سواء في الأكل أو التبريد حيث لم تكن الأدوات البلاستيكية متوفرة في السابق. يوضح الغراش أن صناعة الفخار تمر بمراحل أولها يكون عن طريق استخراج تراب معين من تحت الأرض بعمق مترين إلى ثلاثة أمتار ومن ثم إلى المصنع لغمرها بالماء ومن ثم تتم عملية التجفيف حيث تترك بالشمس لمدة خمسة أو ستة أيام، موضحا بإضافة الرمل الأبيض لكي يتماسك مع بعضه. يذكر الغراش أن هذه المهنة أصبحت مندثرة وذلك لظهور بديل للفخار كاستخدام الأدوات البلاستيكية حاليا، حيث أصبحت مشاركاتنا بالمهرجنات والمعارض السنوية وذلك لتسويق منتجاتنا للزوار، مضيفا أن قطعة الفخار أصبحت حاليا للزينة. فتحيه المريحل أثناء صنع الخبر (تصوير: يارا زياد)