تعقد لجنة الدعوة في إفريقيا ملتقاها ال21 تحت عنوان «دور الشباب في بناء الأمة»، خلال الفترة من الثامن إلى ال25 من شهر رمضان المبارك، في كل من الرياضومكةالمكرمةوالمدينةالمنورة. وأوضح أمين عام اللجنة محسن المحسن، في تصريح خاص ل»الشرق»، أن أكثر من 44 شخصية من أبرز العلماء والدعاة في إفريقيا يمثلون 44 دولة، سيحاكون ما يدور في عقول شباب العالم الإسلامي والعربي من حراك، خلال الملتقى. وقال «لاحظنا في هذا العام، والعام السابق، حراكاً قوياً جداً عند الشباب، ولهم مطالبات. ولابد أن يحكم الشباب العقل والشريعة، وأن يتنبهوا لأي دعوة يدعون إليها، فللشباب تأثير، ونحن نريد أن نجير الشباب، ونرشدهم أن حراكهم يجب أن يكون في مصلحة الأمة والإسلام، وأن يعوا طبيعة أي مشاركة لهم في أي دعوة». وأفاد أن اللجنة، التي يرأسها مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد، تعمل في إفريقيا منذ أكثر من عشرين عاماً، ويعد ملتقى «دور الشباب في بناء الأمة» أحد مناشطها، مشيراً إلى أن اللجنة تقوم بدعوة فرد، أو فردين، من دول إفريقيا، فيجتمعون في المملكة في شهر رمضان المبارك، ويبدأون برنامجهم في التاسع من الشهر المبارك بافتتاح الملتقى في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ويلتقي العلماء بنظرائهم وبالمسؤولين، ويزورون بعض المنشآت الحيوية في الرياض، ويقابلون مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء، عبدالعزيز آل الشيخ، ووزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد صالح آل الشيخ، وعضو هيئة كبار العلماء صالح الفوزان، ومدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان أبا الخيل. وقال المحسن: بعد ذلك ينتقل الوفد إلى المدينةالمنورة، ويُعد لهم برنامج يلتقون فيه ببعض أئمة المسجد النبوي، ويزورون توسعة المسجد النبوي، ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وبعض المنشآت هناك، ويقابلون مسؤوليها. وإذا انتهى البرنامج المعد للوفد في المدينةالمنورة (مدته ستة أيام)، ينتقلون في اليوم العشرين من شهر رمضان المبارك إلى مكةالمكرمة، ويُنظم لهم برنامج مكثف، يقابلون خلاله بعض أئمة الحرم، مثل عبدالرحمن السديس، وصالح بن حميد، وبعض المسؤولين، ثم تتم مناقشة كل بحث لكل عالم في ملتقى «دور الشباب في بناء الأمة»، قبل أن يتشرفوا بتناول الإفطار على مائدة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ويستمعون لكلمة توجيهية منه، ويتشرفون بالسلام عليه، ثم تبدأ رحلة العودة إلى بلدانهم. وأكد المحسن أن الهدف من إقامة الملتقى هو اطلاع الأمم، خاصة البارزين من العلماء والأكاديميين، على ما تعيشه المملكة من نهضة في جميع المجالات، ولحمة الحكومة والعلماء والشعب، موضحاً أن الملتقى يلاقي القبول من الجميع، وعليه تنافس قوي جداً. وأوضح أن كل ملتقى من الملتقيات يخرج بتوصيات، مشيراً إلى أنه قبل أن يأتي الضيف الذي يتم اختياره، يكلف بتقديم بحث بعنوان الملتقى، يتكون من خمسين صفحة، يحتوي على عناصر محددة، وبعد مشاركته في الملتقى تتم مناقشته في بحثه، وفي نهاية كل ملتقى، ومن خلال المداولات في الرياض، والمدينةالمنورة، ومكةالمكرمة، وبعد مناقشة هذه البحوث فيما بينهم حول موضوع معين، يصدر بيان ختامي لما توصل إليه هؤلاء العلماء والدعاة، ويتضمن عدداً من التوصيات، ثم يعمم على المؤسسات الخيرية في إفريقيا، لنقول لهم هذه نتائج عقول أبنائكم الذين تم إرسالهم إلينا. وأوضح المحسن أن موضوعات الملتقى تختلف من عام لآخر، فعلى مدى أكثر من عشرين سنة طرح عشرون موضوعاً، مؤكداً أن لهذه الملتقيات أثر في بعض المشاركين، مشيراً إلى كل مشارك يتأثر عندما يطلع على نهضة المملكة العربية السعودية في جميع المجالات، سواء الشرعية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية، ويحمل ما شاهده إلى بلده. وأكد أن هذا هو الاستثمار الحقيقي. وقال إن من أثر ذلك أنه زار يوماً ما جزيرة مدغشقر، وشاهد مسجداً صغيراً مكوناً من ثلاثة أدوار، وفي أعلاه مدرسة، فسألت عن الذي بنى المسجد، فقال أحدهم أنا حضرت ملتقى في المملكة قبل 12 سنة، وكان عنوانه «رسالة المسجد في الإسلام»، فرجعت وقمت ببناء المسجد والمدرسة، وأنا الآن أدرس فيه بعد قناعتي في هذا الموضوع. وأوضح المحسن أن نسبة المسلمين تختلف من دولة لأخرى في إفريقيا، مشيراً إلى أن الإسلام وصل إلى المحيط الأطلسي، وأن في البلدان الإفريقية ممالك إسلامية قديمة، في غانا التي تطل على المحيط الأطلسي من ناحية الغرب، وهناك موريتانيا يقطنها مسلمون بنسبة 100%، وهناك بلدان نسبة المسلمين فيها قليلة مثل الغابون، حيث لا تتجاوز نسبة المسلمين فيها 2%، لكن فيها دعوة ومكانة للمسلمين، والرئيس مسلم، كذلك الأمر على الساحل الشرقي في إفريقيا، في تنزانيا، وكينيا، وموزنبيق، وكذلك جزر القمر التي يسكنها مسلمون بنسبة 100%.