اعتبر مفتي جمهورية زيمبابوي الشيخ إسماعيل منك، أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار أكدت أهمية الحوار عند أبناء الأقليات المسلمة. وأكد مفتي زيمبابوي في حديثه ل«عكاظ» أن المنح الدراسية المقدمة من خادم الحرمين الشريفين لأبناء بلاده، أكبر هدية يحصل عليها مسلمو بلاده. مشيرا إلى أن تلك المنح ساهمت بشكل كبير في نشر الإسلام في زيمبابوي، مبينا أن 35 ألف طالب من بلاده تخرجوا من الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة، وتم حاليا قبول 11 ألف طالب. وقال: نرفع الشكر والتقدير والعرفان لحكومة المملكة على هذا الدعم للمسلمين في أفريقيا، والذي ساهم بشكل كبير في نشر الإسلام في القارة السوداء، مؤكدا أن الخريج الواحد من بلاده يستطيع أن يغطي بدعوته منطقة بأكملها من الدول الأفريقية المجاورة. وأوضح مفتي زيمبابوي «في كل زيارة لي للمملكة أشاهد تلك التطورات الكبيرة لراحة الحجاج والمعتمرين والزوار، وتوفير أقصى درجات الراحة لأداء مناسكهم بيسر وأمان، وتلك المشاريع الجبارة لتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي والمشاعر المقدسة شاهدة على ذلك، وهي جهود تشكر عليها حكومة خادم الحرمين الشريفين من كل أبناء الأمة الإسلامية». وأضاف: «إننا في حاجة لدعم المسلمين لنا؛ لنشر الإسلام وإعانة في بلادنا وإعانة مسلميها، حيث إن أغلبهم يعاني من الفقر»، موضحا أن مسلمي زيمبابوي يحصلون على دعم كبير من المملكة والكويت، ومن التجار المسلمين في بلاده. وأكد أن مسلمي زيمبابوي يتطلعون من إخوانهم في العالم الإسلامي الدعاء لهم والتعاون معهم من أجل وحدة الأمة وتوحيد الكلمة. • شاركت في المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار في مكةالمكرمة ضمن مبادرة الملك عبدالله للحوار، كيف تنظر للمؤتمر كأول مؤتمر حواري بين علماء الأمة ومفكريها؟ المؤتمر انطلاقة للأقليات المسلمة للحوار مع أتباع الأديان الأخرى فله إيجابيات متعددة في هذا الجانب، وهذا ما لمسناه نحن أبناء الأقليات في الدول غير الإسلامية. نسأل الله أن يبارك في جهود خادم الحرمين الشريفين، وأن يكتب ذلك في ميزان حسناته ويحفظه للأمة الإسلامية، ويعود إلى المملكة مشافى معافى فهو بحق أمة في رجل. • كيف يمكن تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام؟ الإسلام دين رحمة، عدل، أمان، نهضة، تطوير، وليس دين تخريب وتفجير، لذلك ينبغي علينا كمسلمين تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام التي سببتها الفئات الضالة، البعيدة كل البعد عن العقيدة الصحيحة. • هل يمكن معرفة أبرز الصعوبات التي تواجه مسلمي زيمبابوي؟ أكبرها المشكلة الاقتصادية، وتحديدا بعد استبدال العملة الرسمية (الدولار الزيمبابوي) واستبداله بالدولار الأمريكي والعملات الأخرى، وهذا سبب للمسلمين هناك صعوبات كبيرة في المعيشة، خاصة أن أغلبهم يعانون كثيرا من الفقر. • كيف يمكن أن تصف لنا أحوال المسلمين في زيمبابوي؟ المسلمون في زيمبابوي يعدون أقلية، حيث يبلغ عددهم نصف مليون نسمة، من 12 مليون نسمة في البلاد، ومع أن الإحصائيات متفاوتة في عدد السكان إلا أن الأرجح هو هذا العدد، والمسلمون في ازدياد والحمد لله، حيث يعتنق الإسلام يوميا الكثير من أبناء زيمبابوي. ويوجد في بلادنا ثمانية جوامع كبير وأكثر من 120 مسجدا، وهناك جهات ومؤسسات تابعة للمسلمين معترف بها من الحكومة تقوم برعايتهم وإفتائهم، وتشكر الحكومة على أن وضعت مرجعية للمسلمين، خاصة أن الحكومية في زيمبابوي منفتحة على كل الأديان. • إذن، كيف دخل الإسلام إلى زيمبابوي؟ الإسلام دخل زيمبابوي من خلال ثلاث مراحل، الأولى: بعد اكتشاف قبر في شمال زيمبابوي، قبر عليه حجر منقوش عليه «هذا قبر سلام بن صالح، الذي انتقل من دار الدنيا إلى دار الآخرة عام 95 ه»، ونحن على يقين أن وجود الإسلام في زيمبابوي مرتبط بوجود هذا الرجل، الذي لم نعرف من هو، ولعله رجل قدم إلى البلاد للتجارة ومات فيها في تلك الفترة. الثانية: قبل 200 عام، عندما وصل تجار من الهند، وبعض العمال المسلمين من دول مجاورة مثل ملاوي وموزنبيق للعمل في زيمبابوي، أحضرهم الإنجليز أثناء الاستعمار. المرحلة الثالثة: بدأت قبل 50 عاما، وتعد مرحلة نشر الإسلام في البلاد.