هي رعب الجراحين، ومصائب المرضى، وعمل لجان التحقيق، ومكاسب المتربصين، وكوارث شركات التأمين. بين مريض فقئت عينه، وآخر قطعت يده، وثالث بترت ساقه، ورابع فقد حياته، وطفلة شلت يدها مع الولادة بالسحب والجذب، ومريضة فشل كلوي ثقب الطبيب الشريان بالوريد أثناء محاولة وضع قسطرة الغسيل، أو جراح دخل على المرارة بالمثقاب فثقب شريان الأبهر فماتت المريضة المسكينة الشابة على الطاولة فانتهت سمعة الطبيب ورفد إلى بلده وذهبت الضحية إلى القبر بكفن. أو طبيبة تريد استئصال ورما دهنيا من الإبط فتضرب شريان الإبط والعضد فوجب العمل ساعات متواصلة لإصلاح الرتق ومتابعة الحالة سنوات. أو طبيب أشعة غفل عن الممرضة حين أمرها بحقن الصباغ في أنبوب التغذية فحقنتها بدلا عن أنبوب التغذية في الوريد وطبيب الأشعة ينظر إلى صورة سريالية بأشعة تظهر شجرة لا تنتهي من الصباغ والمريض في سكرات الموت. أو رضيع خديج أدخلوا قسطرة تغذية في سرته فأغلقت شريان طرفه فقارب الموت، أو قسطرة نسوها فتزحلقت إلى الأبهر شريان البطن الأعظم فوجب فتح البطن على شريان عرضه ثلاث مليمترات. أو أطباء كلية أرادوا سحب قسطرة دائمة فقطعوا رأسها فتزحلقت إلى القلب فوجب صيدها بمصايد جراحي القلوب. أو جراح عظام يثقب العظم فثقب الشريان بدل العظم فوجب إصلاح الشريان بأسرع من طيران السنونو في فصل الرحلات. والساق تموت بالتدريج. أو جراح عصبية واثق من نفسه أكثر من اللازم، يريد إزالة ديسك ضاغط في الفقرات الظهرية عند مريض هو رئيس قسم الجراحة في مدينة الكنائس التسع (Neun Kirchen) في ألمانيا، فهوت يده مليمترات قليلة إلى العمق ليضرب الوريد الأجوف السفلي، ويقتل المريض على الطاولة، مع محاولة قلبه وفتح بطنه عبثا فيخسر الجراح مكانته والمريض حياته في غلطة لاتغتفر. أو جراح بولية أراد استئصال ورم كلية فقطع الشريان الحرقفي المغذي للطرف؛ فهرع إلى جراح الأوعية مستنجدا مستغيثا وما من جرافت (شريان صناعي) في المشفى(Graft). أو امرأة قطعت قضيب زوجها انتقاما منه لزواجه بأخرى، والجراح فاغر فاهه عجبا ماذا يفعل للصق القضيب. إن انتقام المرأة أفظع من أنياب اللبؤة أليس كذلك؟ أو فريق أطباء نسائية فرَّغوا محصول الحمل عند حامل؛ فنزفت فقاربت الموت فكانت قاب قوسين أو أدنى فتدلى، فكان لابد من ربط شرايين الحوض المغذية للرحم (الشريان الحرقفي الباطن) وأثناء المعمعة انضرب الحالب فأصبحت المريضة تبول في بطنها بدل الحالب والمثانة. إنها كوارث يومية، واختلاطات لا مهرب منها تتناقص مع الخبرة والجدية والحرص والانتباه وعدم النوم قط. والله لا تأخذه سنة ولا نوم وسع كرسيه السموات والأرض.