سجلت مدينة بريدة الريادة في تنظيم وانطلاقة العمل الخيري والتطوعي المؤسسي منذ سنين، وكانت بداية بتجمع فردي من رجال الأعمال الذين حملوا هم المجتمع بتفقد أفراده والبحث عن سبل العيش الكريم لمحتاجيه، وتحولت تلك المبادرة الفردية إلى عمل مؤسسي عم أرجاء الوطن ليكون هناك قطاع ثالث يسمى القطاع غير الهادف للربح الذي يقع تحت مظلته العمل الخيري والتطوعي، وما بين شباب متحمس وآليات عمل مُنظِّمة سيطر الحوار وتفاعل الحضور في مقهى الحوار بفعاليات مهرجان بريدة موبايلي (بريدة وناسة 33) حيث نظم المقهى ملتقى عن العمل التطوعي شارك به كل من الدكتور محمد الثويني مدير جمعية البر الخيرية ببريدة، والأستاذ فهد الخضير المشرف العام على مستودع الشماس الخيري. واستهل اللقاء بكلمة للمشرف على مقهى الحوار الأستاذ أحمد السعيد، بيّن من خلالها أهمية العمل الخيري كجزء من رسالة الإسلام السامية بتكاتف وتعاون المسلمين. ثم تحدث ضيوف اللقاء عن دور الفرد في بناء المجتمع، وعن العمل الخيري الذي يعم أجره جميع المشاركين فيه، ليزداد التفاعل والحماس بين شباب استفادوا من الحضور تحدوهم الرغبة في الاضطلاع بدور بالمجتمع من خلال المشاركة بالعمل التطوعي منطلقين من سؤال كيف أن أكون فاعلاً بمجتمعي، عطفا على دور شباب ذكروا تجارب للعمل الخيري المنوع رافقهم منذ سنين بالبحث عن طرق ووسائل لخدمة المجتمع وأفراده، وكان بعضهم دون مظلة رسمية بل باجتهادات مقننة والبعض تحت مظلة خيرية رسمية. وطرح المحاورون قصصاً واقعية لأسر متعففة رغم الحاجة، وكيفية إقناعهم بالأخذ بقدر الحاجة بعكس أسر غنية تبحث عن زاد خصص للفقير بالتحايل الذي لم ينطل على مسؤولي الجمعيات الذين كرسوا جهدهم ووقتهم للبحث عن المحتاج الحقيقي وتركوا بث الإشاعات بالمحسوبيات لمن كاد أن يحصل على مؤنة أو مبلغ ليس بحاجة لها ولم يستجب له. واتسم الحوار بالعفوية والمصارحة، وفتح آفاقٍ جديدة للشباب لكي يضطلعوا بمهام تحقق ذاتهم وينالوا بها الثواب وهناك شغف من البعض للدخول في محيط العمل ضمن الجمعيات والمؤسسات الخيرية والعمل التطوعي كل حسب ميوله ورغبته التي تخدم هذا القطاع الهام . بريدة | طارق الناصر