قبل حوالي عقد من الزمان كانت مفردة حقوق الإنسان مما يتداول في بعض الأوساط بشكل خافت حتى لا يسبب تلوثاً سمعياً في البيئة، ثم تأسست الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الأهلية قبل ثماني سنوات، وهيئة حقوق الإنسان الحكومية قبل ست سنوات ونصف السنة بناء على الموافقة السامية، ومن أهم أهدافهما حماية حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية والدفاع عنها حسب المعايير الدولية ووفقا لتعاليم الشريعة الإسلامية السمحة، ونشر ثقافة حقوق الإنسان والوعي بها والوقوف ضد الظلم والتعسف والعنف والتعذيب وعدم التسامح. واليوم بعد كل هذه السنوات ينظم مكتب الجمعية في العاصمة المقدسة معرضاً بعنوان (أنا إنسان إذاً لي حقوق). ويصرح المشرف على مكتبها عضو مجلس الشورى مدير عام التعليم بمنطقة مكةالمكرمة سابقاً الصديق سليمان بن عوض الزايدي بأن المجتمع لا يزال يعاني من عدم الإدراك الكامل لحقوقه حسب صحيفة «الوطن»، فأكثر من 14 عاماً هو مجموع عمر الجمعية والهيئة، والثقافة الحقوقية ضعيفة عند الأفراد، فهل يمكن أن نعزو ذلك إلى شماعة عدم الوعي البليدة، وإذا كان ذلك كذلك فمن المسؤول عن عدم الوعي؟ هل هو التعليم الذي عايشه صديقنا سليمان أم التربية منذ الصغر في مجتمع أبوي ذكوري يحتكر الحقوق لنفسه ثم يوزع أطرافاً منها لمن حوله متى شاء وكيفما شاء ومن حق المانح أن يسترجع منحته، وهي منحة وليست هبة حتى لا ينطبق عليها حديث الراجع في هبته. الوعي بالحقوق لا يكون بالمطبوعات والمطويات والشعارات والمعارض؛ وإنما هو سلوك يتشربه الأطفال منذ الصغر، ويشبون عليه طيلة سنوات الدراسة، ويجدونها في أول يوم في العمل، عبر لائحة يعرفون فيها ما لهم وما عليهم وكيف يحصلون عليه، ويدافعون عنه ضد الظلم والتعسف والعنف وعدم التسامح على أساس العدل والمساواة إلى آخر أيام حياتهم.