عمّت المظاهرات المحافظات السورية أمس تحت اسم «خذلنا الحكام العرب فأين الشعوب»، رغم تصعيد الحملات العسكرية الأمنية التي تشنها قوات النظام ضد المناطق الثائرة، وفي الوقت الذي مازالت مدينة حمص والرستن تقصف بكل أنواع الأسلحة بما فيها الطيران. ففي دوما ورغم القصف المستمر منذ أيام خرجت عدة مظاهرات تحت التهديد بالقصف والنزوح والقنص وجّه من خلالها المتظاهرون رسالة قوية بأن هذه الثورة لن تنهيها أو توقفها جرائم النظام ولا إرهابه الأعمى، كما خرجت مظاهرات في درعا وحلب رغم استخدام الطيران الحربي والعسكري في عمليات القصف. ميدانياً، استهدفت سرايا من كتيبة المقداد بن عمرو التابعة لكتائب الصحابة في كفرسوسة سيارة أمنية على المتحلق الجنوبي بقذيفة «آر بي جي»، كما استهدفت الثكنة العسكرية التابعة للمراسم أسفل جسر اللوان، ودارت اشتباكات عنيفة استمرت نحو نصف ساعة ما أوقع خسائر فادحة في صفوف عناصر الثكنة، وعادت سرايا كتيبة المقداد بن عمرو مساءً واستهدفت حاجز «كفرسوسة – داريا» في حي اللوان وثكنة المراسم أسفل جسر اللوان مرة أخرى، وأثناء الاشتباكات أطلق عناصر الثكنة رصاصاً عشوائياً وكثيفاً على المنازل واستهدفوا حي كفرسوسة بعدة قذائف عشوائية سقطت إحداها قرب باص مدني في منطقة الطرابيشي فتسببت بإحراقه، وأعقب الهجومين وصول تعزيزات أمنية وتحليق طيران مروحي في سماء كفرسوسة وتوجّه مدرعتين إلى دوار الجوزة. وفي بلدة المعضمية قرب دمشق، قصفت طائرة مروحية المدينة أمس لمدة ساعة، كما قامت مدرعات بتمشيط شوارع البلدة مستهدفة النوافذ والأبنية ما أدّى إلى أضرار مادية وإصابات بين المدنيين، وقدر ناشطون أن أعداد عناصر الجيش والأمن التي اقتحمت البلدة أمس بنحو 4000 عنصر بالعتاد الكامل مع المدرعات والمصفحات وانتشار القناصة على أسطح المباني العالية، ترافق مع إطلاق رصاص متقطع وحملة مداهمات واعتقالات شملت أسراً بكاملها. من جهة أخرى، علمت «الشرق» أن اشتباكات عنيفة وقعت بين الطائفة المرشدية في قرية «حنجور» والطائفة العلوية في قرية «جب رملة» التابعة لمنطقة مصياف في محافظة حماة إثر انشقاق ضابط من الطائفة المرشدية وانضمامه للجيش الحر وردت السلطة على ذلك بإقامة حاجز من دبابات وعناصر الجيش والأمن لحماية الطائفة العلوية. كما اتهم ناشطون العقيد برهان إسبر باغتصاب النساء في مكتبه، وهو من قرية عين منين، وتوعدوا بتصفيته. كما أحرق الجيش وشبيحة النظام بيت العقيد الطيار المنشق حسن مرعي حمادة ودمروه بالكامل. تشييع الطفل عبد الرحمن طلعت الذي قتل برصاص الأمن في الزبداني (رويترز)