تُشكل المهرجانات السياحية فترة الإجازة الصيفية وسيلة من وسائل الترفية للأهالي، حيث تقام في مناطق ومحافظات عديدة من المملكة، ولكل منطقة مايميزها من فعاليات عن غيرها. التقت ال «شرق» عددا من منظمي المهرجانات السياحية، لمعرفة مدى رضا الناس عن الخدمات المقدمة داخل المهرجان، وما إذا كان هناك نقص في الخدمات الأساسية، فضلا عن معرفة مدى جذبه للناس. خصوصية المجتمع وأكد أحد منظمي المهرجانات المهتم بالسياحة والآثار إبراهيم مسفر الألمعي للشرق، أن المملكة تسير نحو العمل السياحي بخطوات ثابتة، واستراتيجيات مقننة بعيدة المدى، لتحقيق السياحة العالمية بما يتلاءم مع خصوصية المجتمع السعودي، وتهيئة البنية التحتية في المواقع السياحية، بالاشتراك مع الجهات الخدمية وخاصة البلديات، كونها عمود السياحة. وبين الألمعي أن انتشار المهرجانات بشكل كبير دون تدخل هيئة السياحة يؤدي إلى نقص الأماكن بنسبة 90 %، مبينا أن المهرجانات تحولت إلى «بزارات» لبيع السلع المستوردة، في حين يفترض تسويق المنتجات المحلية. نقص الخدمات وعن نقص الخدمات الأساسية في المهرجانات قال الألمعي «لكي يقام مهرجان متكامل لابد من صرف مبالغ مالية، خاصة في مدن المملكة الكبيرة كالرياض وجدة والشرقية، لذا نجد العمالة الآسيوية يديرون المهرجانات ويسوقون البضائع». مبينا أنه قام بزيارة كثير من المهرجانات خارج المملكة، ولاحظ فروقا كثيرة، من حيث ثقافة المجتمع وكيفية التعامل مع المهرجان كمكان للترفيه، ورعايته ودعمه من قبل الشركات. وحول مقترحات تطوير السياحة يوضح «يجب أن لا يقام أي مهرجان إلا تحت مظلة هيئة السياحة، إلى جانب تفعيل دور لجان التنمية السياحية في المناطق والمحافظات، فلو تميزت كل محافظة بمهرجانها ومنتجاتها لتحققت السياحة بمعناها الصحيح». تنوع الأهداف ويرى أحد المرشدين السياحيين من منطقة عسير، المهندس ماجد بن محمد الشهري، أن المهرجانات تختلف من منطقه إلى أخرى، إلى جانب اختلاف الهدف من كل مهرجان، وأضاف «يوجد في المملكة مهرجانات مهمة منها الجنادرية والتمور والعسل والورد وغيرها من المهرجانات، مبينا أن الخدمات يطغى عليها الروتين والتكرار الذي تشبع به السائح كل عام وهي من سلبيات المهرجانات، من حيث عدم تطوير الخدمات أوالمتابعة. ونوه الشهري أنه لاحظ فروقاً كثيرة بين المهرجانات خارج المملكة وداخلها، حيث يغلب على المهرجانات الداخلية تركيزها على المنتج الذي يمد المجتمع المحلي بمورد اقتصادي عال، فضلا عن المنافسة في ابتكار هذه المنتجات وإخراجها بطريقة إبداعية. وعن مدى جذب المهرجانات للسائح، أوضح أن الأمر يرجع إلى مدى ثقافته وتجاربه الشخصية واهتمامه، حيث يسعى بعض السياح إلى زيارة مهرجانات دون غيرها، كمهرجان الجنادرية الذي يحضره بعض رؤساء الدول، مشيرا إلى أهمية التركيز على المنتج المحلي، لينمو الاقتصاد، ممثلا ذلك بمهرجان الجوف للزيتون، الذي حقق نجاحات باهرة يفتخر بها القائمون على المهرجان، مبينا أن أغلب المهرجانات تقيم ذات الفعاليات في كل عام دون تطوير. وأبدى المدير التنفيذي في شركة الشتيوي للسفر والسياحة في المنطقة الجنوبية المرشد السياحي وعضو اللجنة الاستشارية للإرشاد السياحي بالهيئة العامة للسياحة والآثار خالد معجب آل طوق، عدم رضاه عن المهرجانات السياحية المقدمة في المملكة متأملاً أن ترتقى في المستقبل، مبينا أهمية التجديد، كي لا يمل الناس وبالتالي يعزفون عن المشاركة في هذه المهرجانات. واقترح آل طوق الابتعاد عن النمطية وعدم اقتصارها على التسوق واستنزاف الجيوب، فضلا عن مراجعة خطة المهرجان بعد انتهائه، ودراسة كافة جوانبه، لتجنب تكرار الأخطاء في الأعوام المقبلة.