قال المدون المصري البارز وائل عباس ل «الشرق» إن النظام المصري الحالي، ممثَّلاً في المجلس العسكري وأجهزة الدولة، تعلّم من النشطاء والمدونين وبدأ في استخدام نفس أساليبهم لمواجهتهم. وذكر وائل عباس، خلال مشاركته في مؤتمر «السياسة الإلكترونية.. الانتخابات بعد الثورات» والذي تنظمه قناة فرنسا الدولية في مونبيلييه جنوبفرنسا، أن رجال النظام بدأوا في تنفيذ حملة تشويه منظمة ضد النشطاء عن طريق نشر معلومات وأخبار مفبركة ومزيفة عنهم. ويرى عباس أن المشكلة تتركز بشكل أساس على موقع «فيسبوك» أكثر من «تويتر»، والذي ما زال نخبوياً إلى حد ما حسب وصفه، مشيراً إلى أن جمهور النشطاء الأصلي ما زال يثق فيهم، إلا أن الجمهور الجديد ل «فيسبوك»، والذي نشط بعد الثورة، يتعرض لمعلومات زائفة يبثها رجال النظام الذي لم يرحل فعلياً رغم سقوط رأسه حسني مبارك، ولافتاً إلى مصالح النظام عسكري وامتداداته منذ ستين عاماً. واعتبر عباس أن مهمة النشطاء في عهد مبارك كانت أكثر سهولة حيث كان المدونون والنشطاء يتحكمون في الأمور ويمتلكون مصداقية عالية، فيما الآن هناك معركة كبيرة حول المصداقية. وأضاف عباس الذي يرى الصحافة رسالة وليست مجرد مهنة، أن جمهور «فيسبوك» أكثر عدائية من جمهور «تويتر»، واعتبر أن «فيسبوك» أداة سهلة في أيدي «الناس الخطأ». وعما يمكن فعله لمواجهة هجوم رجال النظام على النشاط، يقول عباس إنه لا يمكن تجاهل هذا الهجوم لأنه قد يضر بمصداقية المدونين بل وقد يتسبب في الضرر الجسدي، مستشهداً بمدون زميل له تم توجيه اتهام له عبر «فيسبوك» بأنه جاسوس، وبالفعل تعرض في أحد الاعتصامات إلى الاعتداء من قِبَل البعض بناء على تلك المعلومة المضللة. ونبَّه عباس إلى وجوب عدم ترك هذه الأخبار المكذوبة بدون رد أو توضيح، معتبرا أن الأسلوب الوحيد هو الرد بالحقائق، رغم أن ذلك يستنزف الكثير من الوقت. من ناحية أخرى، حذر عباس من بدء تحول وسائل التواصل الاجتماعي إلى وسائل تقليدية بعد أن غزتها وسائل الإعلام القديمة، حيث بدأت الصحف والتلفزيونات في إنشاء أقسام خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي تملؤها بفيضٍ من أخبارها لتتحول المسألة إلى «بيزنس للإعلان ونشر للأخبار». ويرى عباس أن ما يبقي الأمل هو أن عدداً كبيراً من النشطاء ما يزال فاعلاً على وسائل التواصل الاجتماعي، وهم لديهم قضية وإيمان بما يفعلون، ورغم ضعف إمكانياتهم إلا أن لديهم جمهورهم ومصداقيتهم، وتابع «الجمهور يمكن أن يميز بين النشطاء من ناحية، والنشاط التجاري ونشاط النظام من ناحية أخرى»، ملاحظاً أن الجمهور بدأ يكوِّن حساً نقدياً ويقارن بين الأخبار للوصول إلى الحقائق، ومشيراً إلى ارتفاع كبير في عدد متابعي صفحته، وهو ما يشير إلى ثقة المتابعين. وختم عباس «نأمل أن ننتصر، لأننا نعرف أن الناس الخيِّرين هم من ينتصرون في النهاية».