أنعشت موجة البرد القارس، أسواق حفر الباطن، ارتفعت معه أسعار أجهزة التدفئة 30 %، بالمقارنة مع أسعار العام الماضي. ولم يقتصر زبائن أسواق المنطقة على السعوديين فقط، إذ وُجد خليجيون كثر، وجدوا في أسواق حفر الباطن الشعبية، ما لم يجدوه في أسواق بلادهم. وترتفع حدة الإقبال على أسواق المنطقة الشعبية، في نهايات الأسبوع، إذ تنشط حركة التسوّق، وتفوق تلك السائدة في المحلات الراقية ذات التكلفة والأسعار المرتفعة. ومنذ نهاية الأسبوع الماضي، شهدت الأسواق ازدحاماً شديداً، من عشرات الأسر الخليجية لشراء المستلزمات الشتوية، تزامناً مع بدء فصل الشتاء. انتعاش سوق أجهزة التدفئة وتصدّرت أجهزة التدفئة والملابس الشتوية وبيوت الشعر قائمة مستلزمات الأسر، وخاصة الأسر الكويتية لقربها من حفر الباطن. وانتعشت سوق أجهزة التدفئة بأنواعها الكهربائية والزيتية، وتلك التي تعمل بالكيروسين. وارتفع حجم المبيعات إلى أعلى مستوياتها عن العام الماضي. وأشار بندر المويس (صاحب متجر) إلى أنهم يستعدون لهذا الموسم منذ وقت مبكر عبر توفير جميع متطلبات الزبائن، من أجهزة تدفئة وأوانٍ منزلية، مضيفاً أن «هناك إقبالا كبيرا من الزبائن لشراء أجهزة التدفئة». وقال «أبيع في اليوم الواحد من الدفايات ما يقارب 40 دفاية». ارتفاع الأسعار %30 وطغت نسب الإقبال على أجهزة التدفئة على بقية الأجهزة الأخرى. وعن أنواع الدفايات، قال المويس إن لديهم «أنواعا متعددة الصناعات والمواصفات، منها الدفايات الكهربائية مثل الطبية أو كما تعرف بالزيتية، التي تعتبر أكثر الأنواع رواجاً بين الزبائن، وتتراوح قيمتها بين 350 و 700ريال، ودفايات الكاز (الكيروسين ) التي تعتبر أشد تدفئة، لكن الزبائن لا يفضلونها، خصوصاً من يعاني أمراضا صدرية، مثل الربو. وتتراوح أسعارها بين 150 و500 ريال»، مشيرا إلى أن «الإقبال على شراء الدفايات، لم يقتصر على دفايات الزيت فحسب، بل شمل أيضاً دفايات الكيروسين، ودفايات الهواء، كما أن هناك أنواعا أخرى تختلف أسعارها حسب الجودة والحجم، وحول وجود زيادة في الأسعار من عدمها، قال المويس إن «أسعار أجهزة التدفئة ارتفعت بنسبة %30عن العام الماضي، وعزا السبب إلى الشركات والمؤسسة المستوردة». الإقبال على جميع الألوان وقال محمد عبدالله (صاحب متجر) عن نوعية الملابس الشتوية ومصدرها «إن الإقبال يزداد مثل هذه الأيام على شراء الملابس الشتوية الثقيلة والملونة والفراوي والمشالح الثقيلة، وأن معظم المتوفر في أسواق حفر الباطن من المنتجات السورية». وأضاف «أما من ناحية الجودة، فإنها تتفاوت، فهناك الجودة المتوسطة والأقل والجودة العالية، ويتحدد السعر وفقا لدرجة الجودة، مشيرا إلى أن كل زبون يشتري وفقا لظروفه المعيشية ودخله الشهري». مصداقية التاجر السعودي ويرى محمد المطيري من دولة الكويت، أن «جودة السلع وأنواعها المتعددة، وانخفاض الأسعار، وقلة الأسواق الشعبية في الكويت، هو السبب الرئيس لجذب عديد من الأسر الكويتية لأسواق حفر الباطن»، مؤكداً أن «أسواق حفر الباطن في تطور، وأن جميع المستلزمات والسلع متوفرة»، موضحاً أسباب تواجده في أسواق حفر الباطن ب»عدم توفر بعض الحلوى والعطور في الأسواق الكويتية، وانخفاض الأسعار، بالإضافة إلى تعاملهم الدائم منذ سنوات مع تجار محددين في حفر الباطن». وأوضح محمد الرشيدي أن «جودة السلع وأمانة الباعة السعوديين وراء تردده الدائم على أسواق حفر الباطن منذ أكثر من 20 عاماً، حيث لاحظت عدم رفع السعر على الكويتيين أو غيرهم»، مؤكداً «الباعة السعوديون يتعاملون مع المتسوقين من داخل وخارج حفر الباطن بعدل».