فوجئت عند إشارة مرور بشحّاذ صغير وهو (يكرفس) في ساقه اليمني، مثل (إيريال التلفزيون)، ويعيد إدخالها في جوف سرواله الصدئ. أخرجت رأسي من شبّاك السيارة، وأمعنت النظر في الطفل وهو يعيد (كرفسة) ساقه بمهارة من عند الرُّكبة وإعادة حشرها، ومن ثمّ سحب السروال حتى بدت ساقه كأنها مقطوعة في انفجار لغم منذ أيام الحرب التجريبية ما قبل الأولى. تحركت سيارتي قبل أن يلحق بي الصبي وهو يمد يده طالباً الرحمة، فلعنت الإشارة الحمراء، لأنها لم تطل بالمقام قليلاً لأتمعن رفاقه الذين كرفسوا سيقانهم داخل تجاويف سراويلهم، يزحفون بمؤخراتهم في مهارة بين سيقان السيارات، التي تلتقط أنفاسها في الإشارات الحمراء، قبل أن تواصل (اللّت) في عجينة الزفت الأسود، في مشاوير لا تنتهي. ثقافة الاستهبال عبر (الكرفسة) يمارسها كثيرون من حولنا، الرئيس السوري (يكرفس) في ساقه لاستدرار التعاطف عند (تقاطع) الإشارات الدولية، حبيبتك تكرفس ساقها بشكل أو بآخر لتمارس عليك نفس الابتزاز!. لو أرادت زوجتك أن تستحلب منك المزيد من (زبدة الحنان) لتمسح بها على (فطيرة شوقها) لك، تلجأ لحيلة (الكرفسة)، وهي كمن لدغها ثعبان بطول (بال) اليمنيين وهم يحفرون تحت جسر الرئيس الصالح. تفعل زوجتك ذلك، وهي تتلو عليك قائمة أمراض لم تسمع بها منظمة الصحة العالمية بعد، وهذا لعمري أبلغ دليل على انتهاجها مبدأ الكرفسة في الحياة الزوجية. أتراني عزيزي القارئ، (كرفست الحروف) لملء هذه المساحة؟!