انتقلت الاشتباكات بين الحوثيين وإلاخوان المسلمين من محافظات صعدة وحجة وعمران إلى قلب العاصمة صنعاء التي شهدت تصعيداً خطيراً بين الطرفين ينذر بعواقب وخيمة. وشهدت ساحة التغيير بصنعاء اشتباكات عنيفة بين عناصر الإخوان «حزب الإصلاح» الذين يريدون طرد الحوثيين من المخيمات وإعادتهم إلى صعدة والمناطق التي جاؤوا منها وبين الحوثيين الذين يقاومون باستماته أية محاولات لإخلاء الساحة من قبل الإصلاح. وقال شباب الصمود «الحوثيين» أن أكثر من 15 شاباً من المنتمين لإئتلافهم أصيبوا بجروح خطيرة ومتوسطة في اعتداء عليهم من قبل شباب الإصلاح أثناء مظاهرة سيَّرها الإصلاحيون لدعم ثورة الشعب السوري والتنديد بحزب الله وإيران ودعمهما لمجازر بشار الأسد بحق الشعب السوري. وقالت حركة الحوثيين الذين أطلقوا على أنفسهم اسم «أنصار الله « في بيان أن من تبقّى من أتباع حزب الإصلاح وجناحه العسكري في ساحة التغيير صنعاء لم يكتفوا بخيانة قياداتهم للثورة والثوار ودماء الشهداء برفع المخيمات والانسحاب من ساحات الثورة، بل عمدوا إلى مهاجمة بقية شباب الثورة المستقلين المرابطين في ساحة التغيير بصنعاء، في محاولة فاشلة لإخلاء الساحة وإنهاك الثورة والثوار. وحمَّل الحوثيون الإصلاح مسؤولية ما جرى لأنصارهم وأكَّدوا أنهم سيقفون أمام كل هذه الاعتداءات والمخططات الفاشلة سلفاً لإخلاء الساحة وإنهاك الثورة بكل وعي وثبات وحكمة في التعامل باللين أو الشِّدَّةِ.. وقال نشطاء في ساحة التغيير ل»الشرق» إن مسيرة حاشدة لشباب الإخوان المسلمين جابت شوارع صنعاء وعادت إلى ساحة التغيير حيث يخيِّم الحوثيون وكان المشاركون في المسيرة يردِّدون هتافات ضد حسن نصر الله وإيران وحزب الله وبشار الأسد الأمر الذي أثار حفيظة الحوثيين ليقوموا بالاشتباك مع المتظاهرين ليسقط عدد من الشباب والنساء وأطفال جرحى في الاشتباك، ليغلق الحوثيون بعد ذلك عدداً من شوارع العاصمة بالأحجار والإطارات. وفي تصعيد آخر اقتحم مسلحون حوثيون صباح أمس الخميس منزل رئيس فرع الإصلاح في صعدة وقاموا بترويع الأطفال والنساء في المنزل. وقال مصدر بالمكتب التنفيذي للتجمّع اليمني للإصلاح في صعدة بأن مليشيات الحوثي اقتحمت منزل رئيس إصلاح صعدة يحيى جابر زيد، فجر أمس الخميس وقامت بترويع الأطفال والنساء، وأوضح المصدر في بلاغ صحفي أن مليشيات الحوثي قدمت الساعة السابعة صباحاً إلى منزل رئيس الإصلاح ودخلوا بالقوة وقاموا بالعبث بمحتويات المنزل من أوراق ومحتويات وغيرها. وقال الإصلاح إن الحوثيين فتشوا جميع غرف المنزل ولم يحترموا من فيه من نساء وأطفال والذين أصيبوا بالرعب والخوف، مشيراً أن عملية التفتيش للمنزل انتهت الساعة التاسعة والنصف صباحاً أي بعد ساعتين ونصف من الاقتحام. وأشار بيان الإصلاح إلى أن الحوثيين بعد خروجهم من منزل رئيس إصلاح صعدة، شرعوا بتفتيش منزل عضو في الإصلاح يدعى محمد الفقيه . وكانت الأيام الأخيرة شهدت تصعيداً بين الطرفين حيث هاجم الحوثيون في صعدة قوات اللواء 131 المرابط في منطقة كتاف محافظة صعدة والقريب من مواقع يتمركز فيها أنصار السلفيين من قبائل اليمن التي تدافع عن السلفيين في صعدة من هجمات الحوثيين. ويتبع اللواء قوات المنطقة الشمالية الغربية التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر المحسوب على الإخوان المسلمين . وقال مصادر خاصة ل»الشرق» إن تحركات في صنعاء يقوم بها الحوثيون تشير إلى أنهم يعتزمون القيام بأعمال مسلحة ضد طرف ما حيث رصدت الأجهزة الأمنية قيام عناصر محسوبة على الجناح المسلح للحوثيين والموجود في منطقة بني حشيش بالدخول إلى صنعاء والالتقاء بعناصر أخرى في العاصمة مما ينذر باندلاع موجة صراع في العاصمة صنعاء كما أن الحوثيين يجهزون لحرب سابعة في صعدة وهم بذلك يحشدون أنصارهم للتوجه صوب المحافظة. وشهدت جبهة صعدة تطورات جديدة حيث اندلعت معارك عنيفة على جبهتين بين الحوثيين من جهة والسلفيين والقبائل والجيش من جهة أخرى ما ينذر بعودة للحرب إلى صعدة التي شهدت ست حروب بين الدولة وحركة الحوثيين المتمردة. وتظاهر في صنعاء مؤخراً عدد كبير من أبناء صعدة لمطالبة الحكومة والرئيس عبد ربه منصور هادي ببسط سيطرة الحكومة على صعدة وإنهاء سطوة الحوثيين الذين يحكمون المحافظة بالقوة والعنف منذ أسقطوها في أيديهم قبل أكثر من عام. جانب من تظاهرة ضد الحوثيين في صنعاء