يفضل المصور الفوتوغرافي حسن المبارك أن يثير فضول المتلقي لأعماله، فهو رغم تجربته لأنواع التصوير كافة، مال إلى التجريد والانعكاسات، وبالأخص الأخيرة، لأنها قد تثير فضول المشاهد ليتعمق في فهم الصورة والتركيز في مكنوناتها، عكس ما يحدث في الأنواع الأخرى التي قد تجعل المشاهد العادي يمر على العمل مروراً سريعاً دون الالتفات والتركيز والتحليل. ويهتم المبارك، إلى جانب التصوير، بالفنون البصرية كافة، فبداياته كانت في الرسم والخط العربي، إذ يقول «آبائي وأعمامي مهتمون بالرسم والخط، وبدايتي كانت من هذه البيئة، ثم انتقلت إلى التصميم والرسم الرقمي، وبعدها إلى التصوير، ولم أهجر أياً من هذه الفنون، بما فيها الخط العربي». وتحدث المبارك ل»الشرق» عن بداياته، موضحاً أنه كان يرسم بشكل تقليدي، حتى اشترك في مسابقة رسم محلية في إحدى الشركات، وفاز فيها بأول جهاز «لابتوب» يمتلكه شخصياً في المرحلة الدراسية المتوسطة، فقرر البدء باستخدام البرنامج الشهير «فوتوشوب»، وتعلم بشكل ذاتي عليه، ومارس فيه التصميم إلى جانب الرسم الرقمي.وعن التصوير، قال إن بداياته بسيطة جداً، حيث كان يوثق اللحظات عبر كاميرا كومباك «لاحقاً، أحسست أن الصورة تشبه اللوحة، فالرسم والتصميم الناتج عنهما هو لوحة، وفيهما العناصر ذاتها، كالإضاءة والظل والتكوين، ثم تطورت بعد ذلك، فاشتريت كاميرا احترافية». وأكد أن تعامله مع التصوير كلوحة سهل عليه الأمر، كونه يمتلك خلفية تكوين اللوحة، موضحاً أن امتلاك الأداة لا يعني حسن استخدامها.وعن المصادر التي تعلم منها، أوضح أنه تعلم بشكل شخصي عبر الدروس في شبكة الإنترنت، وبالأخص المواقع الأجنبية.وأكد أن الموقع الذي ألهمه وجعله يدخل في منافسات مع المصممين هو الموقع الشهير «ديفينت آرت»، إذ قال «أشعل بي روح الحماس، وكنت أتعلم من لوحات الفنانين، وفي البداية كنت أحللها وأقلدها، ثم أصبح لي أسلوبي الخاص لاحقاً». وأضاف «قبل أن أتعرف إلى الموقع، كنت أعتقد أني مصمم، وتصاميمي عظيمة، لكنني عندما رأيت الأعمال الكبيرة عرفت أني لا شيء، فبدأت بتطوير نفسي»، موضحاً أن كل ذلك حدث وهو في المرحلة المتوسطة. وأوضح أنه تطور عبر متابعة دروس مصورين كبار ممن كانوا مصدر إلهام بالنسبة له، من عرب وأجانب، ومن السعوديين تحديداً، وأكد أنه يقدر كل من علي المبارك، ومحمد المؤمن، وفيصل المالكي، فهم بالنسبة له أفضل المصورين في المملكة.ويميل المبارك إلى الصور التي تؤثر على المتلقي، وتحكي قصصاً ما «أحاول توصيل بعض الرسائل عبر صوري، فأنا أعمل حالياً على مشروع يحتوي على سلسلة صور تحكي قصة، لم أعرضه حتى الآن، فأنا أجمع الأعمال في الوقت الحالي، وأتمنى أن يكون في معرضي الشخصي في المستقبل القريب». وأكد المبارك أهمية أن تتضمن الصورة العنصر البشري، مشيراً إلى أنه يحب أن يقحمه بأي شكل من الأشكال، لأنه يضيف قوة للصورة، مضيفاً «صورة بدون شخص قد تكون مؤثرة، لكنها معه تكون أقوى». يذكر أن المبارك شارك في معارض متعددة داخلية ودولية، ووصل إلى مراكز متقدمة في المسابقات الدولية، وفي مجالات الفنون البصرية كافة، كالرسم والتصوير، والخط، والتصميم. ومن الجوائز التي حصل عليها جائزة اقتناء في مهرجان «ابتسم» للهيئة العليا للسياحة، اقتناها مدير إدارة التربية والتعليم في محافظة الأحساء أحمد بالغنيم، وجائزة أخرى يعتبرها أكبر جائزة، وهي تصميم شعار للهيئة العليا للسياحة. وتمنى المبارك أن تكون الفنون البصرية العمل والمشروع الذي يعمل عليه مستقبلاً، مضيفاً «من الجميل أن يعمل الإنسان في ما يحب، ليقدم أفضل ما عنده». صورة بعدسة المبارك (الشرق)