أعلن أمس رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا روبرت مود، أن سوريا دخلت في الحرب الأهلية، كما قال مسؤول عمليات حفظ السلام بالأممالمتحدة من جنيف، إن الصراع في سوريا حاليا حرب أهلية وإن الحكومة خسرت مساحات كبيرة في بعض المدن، بينما الدول الغربية ما زالت تسعى لتطبيق خطة عنان، التي مضى على بدء العمل فيها شهران دون أن ينفذ أي من نقاطها الست، بل إن مسار الأحداث هذه الفترة اتجه نحو التصعيد من قبل النظام الذي توجه بارتكاب مجزرتي الحولة والقبير، وكانت هذه المجازر مؤشرات خطيرة على تطور الأوضاع في سوريا، خاصة أن الجيش السوري الحر أعلن بعد مجزرة القبير أنه لن يلتزم بوقف إطلاق النار وسيرد على جرائم النظام، ولأول مرة يعلن الجيش الحر الانتقال من الدفاع إلى الهجوم، وتحدث مواجهات عنيفة في محافظة حمص يتكبد فيها النظام خسائر فادحة على الأرض ويبدأ استخدام الطيران على نطاق واسع، وتتعرض سيارات المراقبين الدوليين لإطلاق النار ويمنعها الشبيحة من الوصول إلى مدينة الحفة التي تتعرض لأسوأ أنواع القصف والتدمير والتهجير. ورغم كل ما يحدث في سوريا من مواجهات على كامل أراضيها ما زال عنان متمسك بخطته، بل يسعى للالتفاف على فشلها ويدعو إلى مؤتمر حول سوريا يضم إيران متناغما مع موقف روسيا، التي بدأت حملة دبلوماسية لحشد التأييد لمؤتمر دولي يضم إيران، عنان ومنذ أول زيارة له إلى دمشق استقبله النظام بالمزيد من المجازر، واستخف بكل ما قدمه في خطته، فهل يعني ذلك أن عنان بدأ بالانحياز للموقف الروسي الإيراني حليفي النظام، ليشاركوا في حل أزمة أصبح الطرفان متورطين فيها، وعنان (المبعوث الدولي العربي لحل الأزمة السورية) لم يكلف من قبل موسكو أوطهران، بل كلف بناء على المبادرة التي نقلتها الجامعة العربية إلى مجلس الأمن، وبدلاً من أن يعود عنان إلى مجلس الأمن ويطالبه بدعمه لأجل تنفيذ خطته خاصة بعد طلب دول مجلس التعاون الخليجي من مجلس الأمن تنفيذ الخطة تحت البند السابع من ميثاق الأممالمتحدة، لإجبار النظام على وقف إطلاق النار ووقف حمام الدم، نجد عنان كما نظام الأسد يهرب إلى الأمام، فالأسد يرتكب المزيد من المجازر في محاولة لجر المنطقة بالكامل للعنف والحرب الأهلية والطائفية، بينما عنان يحاول إشراك أطراف تحمي وتغطي جرائم النظام، ويسعى للتغطية على فشل خطته، وبعد أن أعلن رئيس بعثة المراقبين «مود» أن حربا أهلية تجري في سوريا أصبح من واجب عنان دعوة مجلس الأمن للانعقاد ويعلن أن خطته أصبحت في مهب الريح ويضع مجلس الأمن والجامعة العربية أمام مسؤوليتهما التاريخية.