«الحياة»، أ ف ب، رويترز - قتل عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، في مجزرة جديدة وقعت في مزرعة القبير في ريف حماة بوسط سورية مساء الأربعاء، وتبادل النظام السوري والمعارضة الاتهامات بالمسؤولية عنها فيما اعتبرتها موسكو «استفزازاً» هدفه إفشال خطة الوسيط كوفي أنان. وقال الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الدوليين في بيان الخميس أن وفد المراقبين لم يتمكن بعد من الدخول إلى مزرعة القبير، حيث أفادت المعارضة السورية وحقوقيون بمقتل 55 مدنياً في هذه المزرعة. ولفت مود إلى أن «عوامل عدة عرقلت وفد المراقبين الدوليين من الوصول إلى مزرعة القبير من أجل التحقق من تقارير عن عمليات قتل واسعة النطاق في القرية»، مشيراً إلى أن «المراقبين لم يتمكنوا حتى الآن من الوصول إلى القرية ويجرى توقيفهم عند حواجز تابعة للجيش السوري وفي بعض الأحيان يعادون ادراجهم. ويجرى توقيف بعض دورياتنا من قبل المدنيين في المنطقة». لكن وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ذكرت أن وفداً من بعثة المراقبين الدوليين زار أمس مزرعة القبير، كما نقل التلفزيون السوري الرسمي عن مصدر رسمي أن «بعثة المراقبين دخلت إلى مزرعة القبير بريف محردة التي شهدت جريمة ارتكبها الإرهابيون وراح ضحيتها 9 من النساء والأطفال». ونفى المصدر ما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول منع مراقبي الأممالمتحدة من الدخول إلى مزرعة القبير مؤكداً أن هناك تسهيلات كاملة للمراقبين بحرية التحرك والانتقال إلى أي مكان يختارونه. وفي نيويورك أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس أن مراقبي الأممالمتحدة تعرضوا «لإطلاق نار من أسلحة خفيفة» أثناء توجههم إلى موقع المجزرة. ووصف بان كي مون الذي كان يتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، المجزرة بأنها «مروعة ومقززة»، مؤكداً أن الرئيس السوري بشار الأسد «فقد كل شرعية». وعبر المبعوث الدولي إلى سورية كوفي أنان عن «اشمئزازه وتنديده» بمجزرة القبير. وكان مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أفاد عن مقتل 55 شخصاً على الأقل الأربعاء في مجزرة القبير معظمهم من عائلة واحدة. وقال عبدالرحمن إن «العدد الموثق لدينا بالأسماء حتى الآن (لضحايا مجزرة القبير) هو 49 شخصاً غالبيتهم من آل اليتيم»، مشيراً إلى أن من بين القتلى «18 امرأة وطفلاً»، لافتاً إلى أن ستة قتلى سقطوا أول من أمس كذلك في قرية جريجس بالقرب من القبير. وكان المجلس الوطني السوري المعارض أعلن أن ثمانين مدنياً بينهم 22 طفلاً و20 امرأة، قتلوا، داعياً على لسان الناطق باسمه محمد سرميني «الجيش السوري الحر إلى تصعيد هجماته العسكرية من أجل فك الحصار عن التجمعات السكانية المحاصرة وحماية السوريين في مختلف أنحاء البلاد». وأكد سرميني أن هذا «من صلب مهمات الجيش السوري الحر»، واصفاً ردود المجتمع الدولي وتحركاته من أجل إنقاذ الشعب السوري ب «البطيئة». ودعا المجلس جميع أبناء الشعب السوري إلى الحداد العام وتصعيد الحراك المدني ليومين (الخميس والجمعة 7 و8 حزيران/ يونيو 2012) احتجاجاً على مجزرتي القبير والحفة اللتين قتل فيهما أكثر من مئة شخص ويتهم المجلس النظام بارتكابهما. كما طالب «جميع أبناء شعبنا من الجيش السوري الحرّ والكتائب الميدانية والحراك الثوري تصعيد التحركات الجماهيرية والميدانية في كل مكان» من أجل «العمل لتخفيف معاناة المناطق التي تتعرض للحصار والقصف والاقتحام في ريف حماة واللاذقية وحمص». وأفاد الناشط أحمد الأحمد عبر سكايب من ريف حماة، بأن الناشطين «وثقوا بالأسماء مقتل 78 شخصاً نتيجة مجزرة القبير». إلى ذلك، اتهمت جماعة الإخوان المسلمين في سورية أمس نظام الرئيس بشار الأسد بارتكاب المجزرة التي وقعت الأربعاء في محافظة حماة، إضافة إلى «قتل وذبح وإحراق» عشرات الأبرياء في الحفة بمحافظة اللاذقية في اليوم نفسه»، محملة المجتمع الدولي ودول الجوار العربي والإسلامي مسؤولية المجازر بحق الشعب السوري. ونددت وزارة الخارجية الروسية الخميس بالمجزرة الجديدة «الهمجية» في محافظة حماة معتبرة أنها «استفزاز» يهدف إلى إفشال خطة كوفي أنان. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش «ندين بأشد العبارات أعمال العنف الهمجية في منطقة حماة»، مشيراً إلى أن «من الضروري أن تستخدم الأطراف الأجنبية الضالعة في حل القضية السورية نفوذها لدى مجموعات المعارضة المسلحة التي تتناقض أنشطتها التي تجددت أخيراً ودعواتها إلى تدخل أجنبي مع خطة أنان». من جهة أخرى، نقلت «سانا» عن مصدر رسمي سوري أمس أن «مجموعة إرهابية مسلحة» ارتكبت أمس «جريمة مروعة» في مزرعة القبير في بلدة معرزاف في ريف حماة وسط سورية، ما أدى إلى مقتل تسعة مواطنين بينهم نساء وأطفال، مشيرة إلى أن هذه الجريمة «نفذها الإرهابيون عشية اجتماع مجلس الأمن واجتماعات دولية أخرى لاستغلالها بالضغط على سورية والمتاجرة بدم الشعب السوري». ولفت إلى أن «ما تناقله بعض وسائل الإعلام الشريكة في سفك الدم السوري حول ما جرى في مزرعة القبير في بلدة معرزاف بريف حماة عار من الصحة تماماً، ذلك أن مجموعة إرهابية مسلحة قامت صباح أمس في المزرعة المذكورة بارتكاب جريمة مروعة ذهب ضحيتها تسعة مواطنين من النساء والأطفال». وزادت: «بعد وقوع الجريمة، ناشد أهالي المزرعة السلطات المعنية بالمحافظة التدخل لحمايتهم ووقف جرائم الإرهابيين، فتوجهت الجهات المختصة إلى المزرعة المذكورة وداهمت وكر المجموعة الإرهابية واشتبكت معها ما أدى إلى مقتل أفراد المجموعة ومصادرة أسلحتهم وشملت قواذف آر بي جي ورشاشات وقنابل يدوية. كما أسفر الاشتباك عن استشهاد عنصرين من الجهات المختصة وإصابة خمسة آخرين». وتابع المصدر الرسمي: «لدى الكشف من قبل الطبيب الشرعي في المحافظة تبين أن عملية القتل تمت في الساعة العاشرة من صباح (أول) من أمس خلال وجود وتمركز المجموعة الإرهابية المسلحة في المزرعة».