قال نشطاء في المعارضة السورية ومراقبون الأربعاء إن 80 شخصًا على الأقل، بينهم نساء وأطفال، قتلوا على أيدي قوات الأمن السورية في محافظة حماة بوسط البلاد. وأضاف النشطاء إن «مذبحة جديدة» ارتكبت على أيدي قوات النظام في قرية القبير ومعرزاف في حماة. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان في لندن أن تلك «المذبحة» ارتكبت في حماة وقال إن عددًا من الناس قتلوا على أيدي قوات النظام. كما قال نشطاء آخرون إن بعض الذين قتلوا قد تم طعنهم فيما تمّ حرق ما لا يقل عن 12 جثة. وقال رامي عبدالرحمن، مدير المرصد لوكالة الأنباء الألمانية إن «المذبحة الجديدة» ارتكبها «شبّيحة النظام» بعدما أمطرت المنطقة بوابل من القذائف خلال اليوم. وأضاف: «يمكنني التأكيد على أن هناك عشرات الأشخاص قد لقوا حتفهم، بينهم نساء وأطفال». وأظهرت صور نشرت على الإنترنت جثثًا متفحمة لأطفال داخل منازلهم. ويأتي هذا التطوّر في أعمال العنف فيما يجتمع وزراء عرب وغربيون ومبعوثون رفيعو المستوى من 15 دولة وكذلك الاتحاد الأوروبي في اسطنبول الأربعاء لتقديم الدعم للمعارضة السورية. كما يأتي عشية إطلاع المبعوث الدولي كوفي عنان مجلس الأمن على ما طرأ من تقدّم على خطته للسلام في سوريا. ولم تنجح الخطة التي تدعو إلى وقف فوري لأعمال العنف في سوريا في تحقيق أهدافها في البلاد. وناقش الاجتماع الذي حضرته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تنسيق عملية انتقالية فعّالة وذات مصداقية تتمخض عن نظام ديمقراطي في «سوريا بعد الأسد». واتفق المشاركون في المؤتمر على إرسال ممثل إلى اسطنبول في 15 - 16 يونيو لحضور اجتماع لجماعات المعارضة السورية بهدف الإطاحة بالأسد. المجلس الوطني السوري يدعو إلى التصعيد أعلن المجلس الوطني السوري المعارض امس الخميس «تصعيدًا جماهيريًا وميدانيا» ردًا على المجازر التي يرتكبها النظام السوري. وأوضح المجلس في بيان على موقعه الإلكتروني: «ردًا على ارتكاب النظام الأسدي المجرم مجزرة القبير في ريف حماة يوم السادس من يونيو والتي استشهد فيها 80 مدنيًا، بينهم 22 طفلاً و20 امرأة، وخطف 30 مدنيًا من المزرعة ما زالوا في عداد المفقودين، ومجزرة الحفة في الخامس من يونيو التي استشهد فيها 17 مدنيًا، ومجزرة كفرزيتا حيث تمّ حرق ستة أشخاص أحياء، يعلن المجلس الوطني السوري الحداد العام والتصعيد المدني». ودعا المجلس «جميع أبناء شعبنا من الجيش السوري الحر والكتائب الميدانية والحراك الثوري إلى تصعيد التحركات الجماهيرية والميدانية في كل مكان، والعمل على تخفيف معاناة المناطق التي تتعرّض للحصار والقصف والاقتحام في ريف حماة واللاذقية وحمص». إدانات دولية للمجزرة وأدان وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله المذبحة الاخيرة التي ارتكبها نظام الرئيس السوري بشار الأسد بحق شعبه. جاء ذلك خلال زيارة الوزير الألماني لمدينة إسطنبول التركية امس الخميس. واعتبر فيسترفيله الأنباء التي تناولت هذه المذبحة الأخيرة «صادمة» وقال إن ذلك يبين الضرورة الملحّة لأن يتخذ المجتمع الدولي ما يلزم تجاه سوريا. وفي اوسلو دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون امس الخميس المجموعة الدولية الى بذل المزيد من الجهود لعزل النظام السوري غداة وقوع مجزرة جديدة وصفها بأنها «وحشية ومقززة». وقال كاميرون للصحافيين خلال زيارة قصيرة الى اوسلو «يجب ان نبذل المزيد من الجهود لعزل سوريا» ردًا على التقارير التي اشارت الى وقوع المجزرة الجديدة. واضاف: «اذا كانت هذه التقارير صحيحة، فسيكون ذلك هجومًا وحشيًا جديدًا ومقززًا، ويجب بصراحة على المجموعة الدولية ان تدين بشدة هذا النظام والرئيس (بشار) الاسد على ما يفعله». وتابع كاميرون «يجب ان نبذل المزيد من الجهود لعزل سوريا وعزل النظام ولممارسة ضغط ولكي نثبت ان العالم بأسره يريد رؤية انتقال سياسي بين هذا النظام غير الشرعي ونظام يهتم بشعبه». واضاف كاميرون «اعتقد ان قادة مختلف الدول في العالم، دول تشغل مقاعد في مجلس الامن الدولي، يجب ان تجلس اليوم لبحث هذه المشكلة ويجب الا يتجاهل اي منها الوقائع» في اشارة ضمنية الى روسيا والصين. ودعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون مساء الاربعاء الى نقل كامل للسلطة في سوريا الى حكومة انتقالية، حسب ما اعلن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الامريكية. وقال هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته للصحافيين في اسطنبول في ختام اجتماع دولي حول سوريا ضم 16 دولة اقليمية واوروبية «لا يمكننا ان نخذل ثقة الشعب السوري الذي يريد تغييرًا حقيقيًا». واضاف ان كلينتون اعلنت عن «عناصر ومبادئ اساسية نؤمن بأنها ستساعد استراتيجية الانتقال لما بعد (الرئيس السوري بشار) الاسد بما في ذلك النقل الكامل لسلطة الاسد». ومن بين العناصر الاخرى التي اعلنت عنها كلينتون «تشكيل حكومة انتقالية تمثيلية ومنفتحة على جميع التيارات تنظم انتخابات حرة ونزيهة ووقفًا للنار تلتزم به جميع الاطراف وضمان المساواة بين جميع السوريين امام القانون». وشددت كلينتون على انه في هذا الوقت تقوم دول من مجموعة «اصدقاء الشعب السوري» بدرس سبل تشديد العقوبات على النظام واضافة اجراءات جديدة تهدف الى تقليص اي دعم داخلي للاسد. واتفقت الدول التي تقدّم مساعدة للمعارضة السورية ايضا على الدعوة لاجتماع لخبرائها مع ممثلي المعارضة في اسطنبول في منتصف الشهر من اجل تنسيق المساعدة بشكل افضل. والتقى المشاركون لا سيما وزراء خارجية دول عربية واوروبية في اسطنبول لبحث الوضع في ضوء آخر التقارير التي اشارت الى مجازر في سوريا ومخاوف متزايدة من الانزلاق الى حرب اهلية. وفي تطور لافت قال رئيس فريق المراقبة الدولية بسوريا امس الخميس انه تمّ منع فريق مراقبين من الاممالمتحدة من الوصول الى قرية مزرعة القبير وقال الجنرال روبرت مود في بيان: تم ايقافهم في نقاط تفتيش تابعة للجيش السوري وتمت اعادتهم في بعض الحالات.. وأوقف مدنيون في المنطقة بعض دورياتنا. وأضاف إنه تلقى معلومات من سكان بالمنطقة تفيد بأن أمن مراقبينا مهدد اذا دخلوا قرية مزرعة القبير. وقال انهم ما زالوا يحاولون دخول القرية رغم ذلك.