في تقديري أنّ برنامج الثامنة الذي يقدمه الإعلامي داود الشريان، الذي يحظى بشعبية جارفة من مختلف أعمار وطبقات المجتمع، ويلامس همومهم بأطروحاته، وأنا أحدهم للأسف جانبه الصواب في فقرة من حلقة الزوجات المعنفات التي بثت مؤخرا. حين عرض تقريرا تتحدث فيه معنفة جازانية تعرضت للحرق بمادة «الأسيد» من قبل زوجها! ما ساءني هو عرض ترجمة لحديث المعنفة الجازانية، وكأنها كائن حديثه غير معروف ولا مألوف أو قادم من كوكب آخر حديثه لا يُفهم، في وقت هو – أي داود الشريان – يتحدث بلهجة مسقط رأسه طيلة أوقات برنامجه، ولو عملنا مقارنة بسيطة أو عميقة بين مفرداته ومفردات معنفة جازان لتبين لنا أن حديث بنت جازان أقرب للغة العربية إن لم تكن في مجملها عربية ولها أصل فيها وهنا المفارقة والمأخذ!فهل ما حصل يندرج تحت ما يسمى (تكريس المناطقية)؟ ومهما تعددت الإجابات على التساؤل الآنف، يبقى ما حصل في تقديري سقطة لبرنامج الثامنة وفيه إساءة لمجتمع جازان الكبير بأهله وثقافته وتاريخه، ولو أسهبت في الحديث عن هذه المنطقة وعراقتها لأفردت صفحات وصفحات. وأقول: هذا الوطن يجمع مختلف الأطياف ويحارب العنصرية وإيحاءتها مع من تمتد جذورهم لخارج أرض الجزيرة العربية، فما بالك بجزء أصيل منها؟!