منذ أن باشر السيد “ساهر” مهامه العملية متنقلاً بين الطرقات، لينصب فخاخه “اللطيفة” بخفة – وكما يقول إخواننا المصريون (الرزق يحب “الخفيّة”) و”ساهر” زاد عليها الخِفْيَة (من التخفي) رغبة في اتساع “الرزق”-، قوبل باستياء تحوّل إلى عداء معلن، حتى أصبح مهدداً في حياته لا رزقه. جحظت عين “الساهر” الراصدة ذهولاً وترقباً لمتربصين، يغافلونه تارة، ويبرزون له أخرى بلا خشية، مرة يسملون عيناً، ومرة يقذونها، وثالثة يجرحون جسداً، و”الساهر” عاجز عن أن يحمي نفسه، أو يعرف خصمه، على الرغم من قدراته التي تستوقف البرق لو أرادت، لتتفحص ملامحه!. هذه العلاقة بين “ساهر” والشارع أسهم ساهم في رسم جلّ تفاصيلها، وهو يقدّم نفسه منذ اليوم الأول كنظام ترصّد لا رصد، ولن تنتهي حالة العداء هذه إلا بمبادرة “ساهر” إلى خطوات عملية لبناء علاقة جديدة بالشارع، يبرهن من خلالها أنه جاء لحماية الأرواح، لا لجباية الأموال. صديقي “ساهر”: لست ضدك ولكن الناس تدافع عن مصالحها بشراسة، فكيف إن وصل الأمر إلى لقمة العيش؟!. لتشعر بالناس يا صديقي، ولتحسسهم أنك لست “حصّالة” ضخمة!. كن واضحاً معهم ولا تخاتلهم، واثبت لهم أن قلبك عليهم كما تقول، لاعينك على جيوبهم كما يقولون، ولا تختزل كل مشكلات الدنيا في “السرعة”، وتغض الطرف عن إرهاب الشوارع (التفحيط)، وتتناسى الزحام، وتتجاهل انعدام الوعي المروري!.