لي قصيدة عنوانها «دخيلك»، أولها: «دخيلك لا تصلح غلطتك هذا الخطا غالي»، عيبها الكبير أن مفردة «خطا» -أو غلطة- تتكرر فيها بشكل مزعج، لا أتخلص منها إلا بعد خراب مالطا، في آخر ثلاثة أبيات، تكرار حرف «الطاء» لوحده قاتل، هذا الحرف ثقيل «ط: ينة»، فما بالك بتكراره في كلمتين لهما نفس المعنى، دون انقطاع، لولا هذا العيب لكانت واحدة من أجمل قصائدي، وأول ما تخلصت من طنطة الخطأ والغلطة، اكتشفت تلبسي بمعنى لبدر بن عبدالمحسن، قولي: «فديتك لا تعذر والذي سواك واهدى لي.. عيونك: ما لقيت الطف بهالدنيا من عتابك»، قريب جدا من: «الله يحبك كان تجريحك عتاب.. يا اللي تعاتبني تقل تعتذر لي»، أظنكم ستجدون البيت باسم شاعر غير بدر، وحتى لو قال لكم بدر أنه ليس له، خذوها مني : هذا البيت لبدر!، احفظوا هذا جيدا حتى لو رجعت معتذرا وقلت لكم أنه ليس لبدر بن عبد المحسن! و في قصيدة «الكرز»، كنت أكتب الكرز وأتخيل الفراولة!، فيما بعد عرفت أن الكرز هو الحبة الحمراء الصغيرة، فكان خطأ أجمل من الصواب، لأن ما كان رائقا لي هو تعاقب الكاف والراء والزين، وليس الفاكهة نفسها التي كنت أظنها الكرز، بعدها صار الاسم وما يعنيه لهما نفس الوهج!، بالمناسبة: كتبت الكرز في عيد ميلاد بنت ذبت فيها عشقا، ولم تبادلني الشعور، كانت تحب شخصا آخر!، ولم أكمل منها غير الأبيات الأربعة الأولى يوم أكملت الواحد وعشرين سنة / حبّة، يوم اكتملت القصيدة كانت الحبيبة قد تجاوزت «23» سنة، لكنها في القصيدة ظلت ولا تزال «واحد وعشرين حبة»، في القصيدة بيت: «ضامرٍ مثل رجل براس قبّه.. ينفح بغيمتين الصدر طيبه»، البيت أكملته في قطر، والصورة أخذتها حرفيا من تصوير آذان الصلاة في تلفزيون قطر قبل 1993: يأتي رجل ويصعد قبة المسجد ويرفع الآذان!، ولولا خوفي من الرقابة لنشرت البيت حرفيا كما كتبته «ينفح بركعتين الصبح طيبه»! وفي قصيدة «الأبواب»، التي هي واحدة من أهم قصائدي، تنتهي القصيدة ب: «وندخل في الكلام اثنين.. وننسى أيّنا الثاني» وهذه سرقتها بالقلم والمسطرة من يوسف شاهين، نهاية فيلم «حدوتة مصرية» ونهاية «الأبواب» واحدة، تابعوا المشهد الأخير وتعرفون ما أقصد!