ليلة حائلية ساحرة أضاء سماءها شعراء نجوم نثروا إبداعهم جزالة وعطروا السماء رقة وسجعا وتورية، طرقوا ألوان البديع وامتلكوا فنون البيان فسحروا الألباب وتحركت الأيادي بالتصفيق الحار، تناقلوا بحور الشعر وطروق أبياته فانسابت إلى مسامع جمهور غفير أكتظت به جنبات ومدرجات مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الرياضية بحائل التي احتضنت ثاني أمسيات مهرجان حائل الصيفي الذي يقام تحت شعار (صيفنا يحلى بضيفنا)، وأحيا الأمسية الفنان والشاعر خالد عبد الرحمن، في ماراثون شعري نادر شارك فيه الشاعران: عثمان المجراد وزيد العواد وكان عريف الأمسية الإعلامي مزيد السبيعي وتفاعل الجمهور مع قصائد الشعراء الثلاثة وقاطعوها بالتصفيق، كما شاركوا الشاعر خالد عبد الرحمن في شيلاته لبعض قصائده التي سلبت ألباب الجماهير ومن قصائد خالد عبد الرحمن التي ألقاها قصيدة منها: الله على جو ينعشك براده في ليلة قمرا ولا حولك أجناس من بين ضوح النور وعتمة سواده النار يوقدها الحطب سمر كداس يمر فكري مثل نظم القلاده الماضي أللي عشته أيام مع ناس القلب هزه من زمانه وداده غنيت يا مغناي وما نوخ الراس والراس به من جور وقتي جلاده حزة رخى من بين حزات محتاس كما قدم قصيدة أخرى منها : علمتني وشلون أعاملك بعناد وخليتني للحب أعلن اجهاده قتلت فرحة عمري في يوم ميلاد عز الهوى في قلب مات بشهاده لاتنتظر لقياي في يوم ميعاد فاتك حضوري والمشاعر جماده تركتلك ذكرى تعاودك بارقاد ذكرى مريرة كنها لك وساده إن غبت ماني عنك يا صاح نشاد يضيع من ضيع مشاعر وداده مافات من عمرك صعب يوم ينعاد زرع زرعته لايفوتك حصاده وألقى قصيدة من أبياتها: كيف أبا انسى الجرح وأنت الجرح كيف ابنسى وأنت أصل الذاكره لو يطول الصمت مابه شرح جرح دامي والعيون الساهرة انهدم بينك وبيني صرح وشال بصوته العذب قصيدة : أحسن بك النية وتفتح علي أبواب باب النكد يا عجل ما تفتح أبوابه إن جيت أبين لك على رغبتي بأسباب أخطيت في تقدير ظني مع أسبابه خليتني أخشاك ما كننا أحباب متعوس قلب ما توفّق مع أحبابه واليا بغيت أطلب حسبت ألف وألف حساب يرضيك من حبك معك يسقط حسابه إن قلت لك مرتاح والله أنا كذاب وإن كان روحي سرها البعد كذابه الشوق يدني ربع من طولوا غياب والشوق يذبح لي تباطوا غيابه أقولها والنفس تحفظ لك الترحاب يسوقها فكر عطاك كل ترحابه وبصوت خالد عبد الرحمن الهادئ استمع الجمهور إلى قصيدة أبحروا معها واختتموها مع خالد بتصفيق لم يكد ينقطع ومن أبياتها: إكليل ورد وسالفة من أقاويل وأحلام يقضة والمشاعر سجينة وألحان ليل جاذبتها المواويل وأجمل قصيدة تبتسم لي حزينة وأفكار حارة كدروها الدخاخيل ماهمهم إلا النكد والغبينة كما استمع الجمهور لقصيدة شدهم وقاطعوها أكثر من مرة بعبارة (ونعم) ومطلعها: مانيب هماز ولانيب لماز وكثر الخطا مايرث إلا الحسايف نفسي ما كلفها ولانيب معتاز للي بدى في عشرته كل هايف أحتاج عشرة طيب الذكر منعاز يشيل ثقل حمولها والكلايف حتى ولو خون بعض حظ ما جاز أرجي قضاها مقبله كل طايف وش يفرق الشاهين والحر والباز الهد واحد والطلايع صنايف وأنا مع اللي ذكر بالطيب منحاز ورجلي ما سندها دروب السفايف ذا وقت فيه الرجل يبرا وينراز أما سقط ولا بروس النوايا أشعار المجراد أما عثمان المجراد فقدم قصائد رائعة لم يكد يكملها من شدة تصفيق الحار من الجمهور له كعادة الجمهور الحائلي الذي يتفاعل مع إبداعات الشعر الرائع ومن قصائد المجراد التي ألقاها في الغزل قال : أجل عفت الغزل واللي يحب بها الزمن دجال قضت كل المعاني ماحصل تقضي مآسينا أنا مثلك ومثل اللي سمعنا من ظهور ابطال على خد السوالف لا نوت تسهر ليالينا رمينا الزيت وسط النار وزاد لجيلنا أجيال توارثنا الجروح سنين ولا جاء من يداوينا «غياب» العواد أما الشاعر زيد العواد فألقى عدة قصائد تداخل معها الجمهور بالتصفيق والتعليق الحار مع كل قصيدة وألقى عدة قصائد منها عن الغياب ومن أبياتها: تعودنا على غيابك وصارت غيبتك عادي دخيلك لا تكلمني كلامك يجرح إحساسي نسيت الحب والموعد وحتى صوتك الهادي وأعيش بدنيتي عابر ولا لك ينحني راسي غريب وغربتي قربك وبعدك عيد ميلادي كفايه تكرار أعذارك كفاية تقول ياقاسي قصيدة غنائية بعدها ختم الشاعر خالد عبد الرحمن الأمسية التي استمرت زهاء الساعتين وحتى منتصف ليل الأحد مع مطالبة الجمهور بتمديد الأمسية فأختتمها خالد بغنائه : الشمس غابت وكلن دور سراجه والشوق جمر ماحر الشوق لاجمر دام اتجاهك شمال مودعك حاجه سلم على حايل وسلم على شمر بعدها تسلم الشعراء دروعا تذكارية من مهرجان حائل قدمها منظم المهرجان الأستاذ علي الفايز، بعدها سلم الشعراء على بعض المعوقين الذي حضروا الأمسية فيما غادر الشاعر خالد عبد الرحمن محبيه وسط تصفيق وصيحات تعبر عن ترحيب جمهوره به في صيف حائل هذا العام.