ألفت ثلاث كاتبات أمريكيات ثلاث روايات مختلفة عن حياتهن في السعودية خلال عمل أزواجهن، أو آبائهن، في المملكة. وهذه الروايات هي «مملكة الغرباء»، للكاتبة زوي فيراري، و»أطلالنا»، للكاتبة كيجا بارسينين، وهي أمريكية ولدت في المملكة، و»مملكة الرجال»، للكاتبة كيم بارنز. مملكة الغرباء غلاف رواية «مملكة الغرباء» عاشت زوي فيراري في المملكة العربية السعودية لمدة عام تقريباً في تسعينيات القرن الميلادي الماضي مع زوجها الذي كتب كتابين عن المملكة أيضاً. وهي رواية بوليسية تتحدث عن اكتشاف 19 جثة لنساء في صحراء قريبة من مدينة جدة، وتعود معظم هذه الجثث لخادمات معظمهن من إندونيسيا وسيريلانكا والفلبين، وقد توفين منذ زمن بعيد في محاولة للهرب من أصحاب العمل. وتتغير حبكة القصة عند اكتشاف يد امرأة، ولكن هذه المرة تكون لامرأة سعودية، وقد تكون على قيد الحياة. يبدأ المحقق إبراهيم الزهراني في هذه القضية بمساعدة مختبر الطب الشرعي، وتقوم كاتيا حجازي بجمع عينات من الجثث للتعرف عليها. ويعتقد معظم المحققين أن القاتل أجنبي، والأرجح أن يكون أمريكياً، ولكنهم يكتشفون أخيراً أن القاتل هو خطيب كاتيا المستقبلي، وهو رجل سعودي بدوي وسيم ومتمسك بالقيم الاجتماعية، ويحارب العلاقات الفاسدة والمحرمة في الدين الإسلامي المتبع في السعودية. كيجا بارسينين أطلالنا غلاف رواية «أطلالنا» أما كيجا بارسينين، وهي مواطنة أمريكية من ولاية ميسوري، ولدت في مدينة الخبر عام 1980، وكان والدها يعمل في شركة أرامكو، وغادرت السعودية وهي في الثانية عشرة من عمرها. تقول بارسينين «أشعر أنا وأمي بحنين عارم للمكان الذي غادرناه، وكأنه موطني الأصلي». وتتحدث رواية «أطلالنا» عن رجل سعودي يدعى عبدالله، وهو متزوج من امرأة أمريكية دون علم زوجته الأولى وعائلته، وهنا تبدأ الدراما العائلية. وحاولت الكاتبة التركيز على موضوع اغتراب الأمريكيين، وكانت حريصة أن يعجب السعوديون بالرواية، وألا تزيد من توتر العلاقة بين السعودية وأمريكا بعد أحداث 11 سبتمبر، ولذلك قامت بالتواصل مع عائلة سعودية من أم أمريكية لمعرفة وجهة نظر السعوديين عن الرواية، مما سهل كتابتها. كيم بارنيز مملكة الرجال غلاف كتاب "مملكة الرجال" كيم بارنز، وهي أمريكية عاشت مع زوجها في السعودية فترة الستينيات، حيث كان يعمل في مجال النفط في شركة أرامكو، نتيجة لفقره في بلاده أمريكا. وتتحدث الرواية عن فتاة أمريكية تتزوج حديثاً، وتسافر مع زوجها إلى السعودية، وتسكن في مدينة الظهران، ومن ثم تنتقل إلى سكن أرامكو في بقيق. ولم تكن الزوجة الفقيرة مستعدة للعيش في دولة غريبة، لكنها تتعرف في السكن على نساء مغتربات أيضاً، فتتغير حياتها كلياً. وأصبحت الزوجة ترتدي الملابس الجميلة والمرتبة، وتستمتع بكل ما هو جديد، بفضل نقود زوجها. وترى بعض الرجال السعوديين لأول مرة، ومنهم مدير زوجها «كنت أعتقد أن الرجال العرب غير عقلانيين، ولكن عبدالله رجل وسيم ومثير للاهتمام». واعتبر النقاد الرواية بأنها رومانسية، ولكنها لا تخلو من المغامرة، وعلى الرغم من عيوب هذه الرواية إلا أنها تتمتع بأحداث حيوية، فقد صورت الكاتبة الحياة في السعودية بشكل جيد من عدة جوانب، من عادة ارتداء العباءة، حتى حرارة الجو. وعبرت الكاتبة عن حبها للقراءة عن ثقافة السعودية، وأنها لا تكتفي من قراءة الكتب ومشاهدة الأفلام الوثائقية التي تصور السعودية.