من ير مذبحة الحولة يشعر أن النظام السوري فقد السيطرة حتى على إنسانيته إن كان لديه إنسانية، فمنظر الأطفال المنحورين يشعرك بالاشمئزاز من شدة البشاعة، ومقت كل نظام دموي رهيب يستقوي على الأطفال ويستعرض بطولاته العنترية على زينة الحياة الدنيا، على غرار مقولة الشبيح الإعلامي السوري البعثي أحمد الحاج أبو سعبولة (سوريا في أقوى حالاتها)!، فعلاً فهي كما قال في أقوى حالاتها طالما تقتل وتنكل بالأطفال والشيوخ وتفجر وتضرب وتسفك وتذبح سوريا من الوريد إلى الوريد، اللافت للنظر والأغرب، والمخجل، والمزري والمضحك، والمخزي في آن واحد أنه حينما يظهر لك أحد (شبيحة النزام) على شاكلة أحمد الحاج وشريف شحاذة على القنوات الفضائية، يدافعون ويرمون التهم بأن من قام بالمجزرة الجماعات الإرهابية في سوريا! ألا يعرف هؤلاء أنهم في نظر الناس مساكين ومنظرهم يدعو للشفقة والبؤس الأخلاقي؟ ربما لا يعي هؤلاء أننا لسنا في عصر الإعلام الديناصوري أو الحجري، وأن عصر التضليل والصراخ الإعلامي قد ولَّى للدفاع عن المنتفعين منهم، وأن صوت سوريا عبدالباسط ساروت شاعر الثورة هو الأعلى في هذه الثورة وكذلك شعراؤها الأفذاذ الذين أبكونا بقصائدهم وأناشيدهم العظيمة وقصيدة ساروت التي هزت مشاعرنا ب(طيب إذا بنرجع توعدنا تسمعنا)، والشاعر المرحوم الذي نكل به الشبيحة نحراً من حنجرته إبراهيم قاشوش بلبل الثورة صاحب أغنية (يالله ارحل) والفنانة الرائعة أصالة نصري التي وقفت أمام العالم واستنكرت بشدة ما يحدث في بلدها، هؤلاء هم أباضايات سوريا الشموخ وأبطالها وليس (شبيحة النزام)! رباعيات: في ليبيا الناتو تدخّل بسرعة وصادوا العقيد معمر وانقفط قفط وفي سوريا لا ما تدخّل في درعة ليش يتدخل دام ما عندهم نفط!