تثير المنازل والمباني الشعبية المهجورة التي تركها أصحابها في منطقة حائل والمحافظات والهجر المجاورة، الخوف والهلع والقلق لدى الأهالي حول ما تخفيه من أسرار وقصص متناقلة، حيث أصبحت مسرحا وبؤرة للعصابات والعمالة الهاربة وغير النظامية، والجرائم بمختلف أنواعها وطرقها، وذلك لبعدها عن النطاق العمراني، إلى جانب انتشار الأمراض نتيجة ما تحويه من نفايات مكدسة، كما تمثل مأوى للحيوانات الضالة والقوارض، إضافة إلى ما تشكله من تشويه للمظهر الحضاري للمدينة. وخلال جولة أجرتها «الشرق» على المنازل المهجورة خارج النطاق العمراني والمزارع في محافظة الشملي، اتضح لها كثير مما تضمه وتأويه هذه المنازل من أضرار صحية واجتماعية، حيث الأبواب المفتوحة والغرف المظلمة وعمالة غير نظامية تستوطن هذه المنازل، ونفايات مكدسة، وملابس وحقائب عديدة، وأشرطة فيديو، ومفارش للجلسات الليلية، وأدوية، وعدد من محافظ النقود الملقاة، فيما أصبح بعضها مخزنا ومستودعا لسكراب الحديد والخردوات، إضافة إلى أن المياه الراكدة الملوثة التي تملأ المكان، ما نشأ عنها تكون فطريات ونمو حشائش وانبعاث لروائح كريهة وغازات مضرة بالصحة العامة. من جهته، أكد رئيس بلدية الشملي المهندس مشعل البشير ل»الشرق»، أن المواطنين من أصحاب المنازل المهجورة يتحملون مسؤولية تركها وإهمالها والخطر الذي تشكله على المجتمع، مشددا على أهمية دور المواطنين في الحفاظ على منازلهم وعدم تركها «بهذه الصورة السيئة»، حسب وصفه. ولفت البشير إلى أن من حق المواطنين المتضررين من وضع المنازل المهجورة في المنطقة تقديم شكوى إلى الجهات المختصة، حيث تشكل لجنة من البلدية والدفاع المدني والإمارة، ويعمل محضر بذلك ويستدعى بموجبه صاحب المنزل المهجور، ويتم توجيهه بالإزالة أو التسوير، مشيرا إلى أن البيوت الطينية لا يتم إزالتها إلا بعد التنسيق والرجوع إلى هيئة السياحة والآثار. ملابس لعمالة يقطنون المنازل المهجورة بيت طيني مهجور مياه صرف صحي وحشائش وفطريات ضارة بالبيئة