تشهد منطقة الحفة وجبل الأكراد بريف اللاذقية اشتباكات طاحنة بين الجيش الحر وكتائب الأسد منذ يومين، أسفرت عن سقوط نحو عشرة شهداء على الأقل عرف منهم الملازم فادي حلونجي، بينما تمكن الجيش الحر من قتل 22 عنصراً بينهم العميد حمزة نوفل من القوات الخاصة.وقال شاهد عيان من المنطقة ل»الشرق» إن حرباً حقيقية وقعت، حيث استمرت المعركة أكثر من خمس ساعات لم تستطع خلالها القوات المهاجمة إحراز أي تقدم على الأرض رغم استخدام الدبابات والقصف المروحي، مؤكداً تدمير دبابتين على الأقل، ومشيراً إلى انسحاب الوحدات المهاجمة تاركة وراءها فرقاً من الشبيحة الذين انسحبوا فيما بعد متسائلين عن سبب تركهم وحيدين في المعركة، ونفى الشاهد، وهو من الطائفة العلوية، ما تردد من أنباء عن استهداف الجيش الحر في المنطقة لقرى علوية أو ارتكاب أية ممارسات طائفية، مبدياً تخوفه من احتمال شن النظام حملة عسكرية جديدة على المنطقة وارتكاب مجازر طائفية فيها، سيما أن معارك الحفة صعدت التوتر في معظم أحياء مدينة اللاذقية، مؤكداً أن جيش النظام لن يسكت على الإهانة التي لحقت به في المعركة.وأكد ناشطون انشقاق العميد عبد الرزاق حسن مدير منطقة الحفة ومعاونه المقدم محمود الشامي والنقيب محمد دنبره رئيس المركز الخارجي وانضمامهم للجيش الحر، مؤكدين السيطرة على جميع المفارز وشعبة الحزب في الحفة وتدمير مخفر الشرطة ومفرزة الأمن السياسي في قرية سلمى، كما نعوا استشهاد عمر طارق ياسين الملقب قاشوش الحفة لأنه كان ينشد في ساحة الحرية، محذرين من عمليات انتقامية في المنطقة.وتحدثت آخر الأنباء الواردة من الحفة عن انقطاع الكهرباء والاتصالات الأرضية وتواصل القصف من جهة مديرية الزراعة وخلف الكاظمية، وإقدام جيش النظام على حرق الأحراش الواقعة قرب الفرن الآلي وانتشار مخاوف من انتشارها بباقي المناطق، كما أطلقت طائرة صاروخاً على مشيعين يتجهزون لدفن الشهداء، بينما بث ناشطون فيديو على مواقع الإنترنت يؤكد استيلاء الجيش الحر على إحدى الدبابات المهاجمة.أما في دمشق، استمرت أصوات الانفجارات والاشتباكات تسمع طوال ليل أمس، وذكر ناشطون أنها كانت الأعنف في الأحياء الملاصقة للمدينة، سيما في القابون وجوبر وساحة العباسيين والسبع بحرات، مشيرين لحدوث انشقاقات في صفوف الوحدات الخاصة والشرطة العسكرية والمخابرات العسكرية، ومحاولة الجيش الحر السيطرة على مبنى الوحدات الخاصة والأكاديمية العسكرية وأكاديمية الشرطة وإلى مقتل أكثر من 11 ضابطاً وأسر عدد آخر منهم، كما هوجم حاجز للجيش في عرطوز بعد حدوث انشقاق بين عناصره، بينما أشارت مصادر أخرى إلى مقتل العميد نزار سليمان من القصر الجمهوري في منطقة نهر عيشة.وفي درعا، أكدت مصادر مقتل العميد محمد أصلان من المهام الخاصة في درعا البلد على أيدي الجيش الحر بالقرب من كازية المصري وبعدها بلحظات بدأت الاشتباكات وإطلاق النار، وحدث تصعيد للهجمات على أغلب مناطق درعا البلد والمحطة من قوات الأمن والجيش، كما تحدثت مصادر الجيش الحر عن قتل العميد محسن مخلوف ابن خالة بشار الأسد، وهو قائد لواء في مدينة ازرع، و17 من عناصره، وعن تصفية المساعد أول جمعة غزالة صهر رستم غزالة.