تشهد أبحاث المخ البشري قفزات هائلة بعد تطور دراسة خلايا الجسم على مستوى الذرات والجزيئات واكتشاف تقنيات متطورة تصور المخ البشري أثناء تأديته لوظائفه، مما أدى إلى ظهور مفاهيم جديدة عن الذكاء البشري وتنوع مجالاته لم تكن موجودة من قبل، بعد أن كانت اختبارات الذكاء (IQ Test) هي الغالبة، والتي تركز فقط على التحصيل الدراسي والعلمي. وقد جاءت نظرية الذكاءات المتعددة (Multi Intelligence Theory) داعمة ومساندة لهذا التوجه بإضافتها ذكاءات جديدة مثل الذكاء اللغوي والمنطقي والعاطفي والروحي والمكاني والصوتي والحركي والتصنيفي وذكاء العلاقات والوعي الذاتي. أحد أمثلة الذكاءات المتعددة الذكاء الروحي حيث أثبتت أبحاث المخ البشري أن كل إنسان عنده قابلية لهذا النوع من الذكاء يجعل عنده استعدادا فطرياً للاتصاف بصفات معينة مثل طرح التساؤلات الوجودية الكبرى، وكثرة التأمل، والتفرد ببعض الأفكار والرؤى، والتواضع، وعدم الإغراق في الماديات والمقتنيات، والصدق، والأمانة، وإنكار الذات ومساعدة الآخرين. وأضافت هذه الأبحاث أن هناك جيناً عند كل إنسان مسؤولاً عن الشعور بالله، والمفاهيم الغيبية أطلق عليه جين الألوهية «Genome of God»، وأنه من ينمي هذا النوع من الذكاء تتحسن وظائف الخلايا لديه ويقل توتره. في هذا الاتجاه، يشير عديد من الباحثين إلى أن الفيزياء الحديثة أصبحت على مقربة من إدراك مزيد من جوانب الذكاء الإنساني بعد إثبات بعض الحقائق الفكرية المدهشة مثل: أن تفكيرنا في الأشياء يؤثر في سلوكها (هايزنبرج)، وأن الكون ليس فارغا بل مليء بالنشاطات (وماكس بلانك)، وأن أفكارنا تؤثر على أجسامنا، وأن نية الإنسان منا تؤثر في نتيجة عمله لدرجة أن نية الباحث تؤثر في نتيجة بحثه، وأنه ما يمكن تخيله يمكن تحقيقه في الواقع، وأن طاقاتنا الفكرية تنتقل إلى الآخرين بل للحيوان وللجماد دون وسط مادي مثل انتقال الصوت والصورة عبر الموجات الكهرومغناطيسية في الأجهزة الحديثة.