نال القاص محمد البشيّر درجة الماجستير، من جامعة الملك فيصل، في رسالته التي حملت عنوان «تلقي الرواية السعودية في الصحافة منذ عام 1420-1432ه 2000-2010م صحيفة الرياض أنموذجاً». وتمت مناقشة الرسالة أمس، بحضور عميد كلية الآداب الدكتور علي البسام، ووكيل الكلية للشؤون الأكاديمية الدكتور عبدالعزيز الخثلان، ووكيل الكلية للشؤون الثقافية الدكتور سامي الجمعان، وعدد من أعضاء هيئة التدريس. وضمت لجنة الحكم والمناقشة: الدكتور ظافر الشهري مشرفاً ومقرراً، والدكتور عامر بن المختار حلواني ممتحناً داخلياً، والدكتور عبدالله آل حمادي- جامعة الملك خالد بأبها ممتحناً خارجياً. وقال القاص محمد البشير ل»الشرق»: «إن ظاهرة انتشار الرواية السعودية محرضة لجعل الرواية محور البحث، وذلك من خلال تسليط الضوء على هذا المنجز عبر متلقيها، وهذا بحد ذاته التفات لقياس حقيقة هذه الرواية من خلال ما كُتب عنها»، مفيداً أن الباحثين يهتمون كثيراً بكتب النقد في تطبيق نظرية التلقي، إلا أنه رأى أن يتجه صوب الصحافة، بوصفها أحد العوامل الفاعلة للتأثير على الجماهير، واختار فترة زمنية تتوافق مع مقولة (زمن الرواية) مقدارها 11 عاماً، التي تمثّل طفرة الروائية السعودية بامتياز، بسبب كثافة المنجز وحجم التلقي. وأوضح أن مثل هذا «الانفجار الروائي» يعسرُ حصره ودراسته، ولكن من الممكن قياس أثره بتفاعل الصحافة معه، لقياس مدى تفاعل الصحافة مع كل جديد، وجودة المنجز الإبداعي من خلال آراء القراء بشتى أصنافهم، ومن خلال طول الفترة الزمنية يستطيع دارس النظرية أن يدرك جدوى هذا التراكم من خلال الحضور العربي والعالمي في المحافل والمسابقات والترجمة، وهذا ما حققته الرواية السعودية، ومن الممكن أيضاً إدراك التفاعل الظاهر بين المبدع والقارئ، واستجابة المبدع لرأي القارئ والتأثر به، والتعامل معه بوعي. ودعا البشيّر في بحثه إلى إخراج نظرية التلقي من كتب النقد إلى الممارسة النقدية، فالنظرية متعلقة بالقارئ، واتساع دائرة القراءة غير خفي على المتأمل، مشيراً إلى أنه لا بد من كسر هيمنة النقد باختراق مساحات مهملة، وأن هذا كفيل بإذكاء الحركة النقدية والثقافية، ويلقي بأثر إيجابي في الصحافة المحلية، وفي المنتج الروائي وإبداعه بجدية تفوق ما هي عليه اليوم، ليصير المنجز الإبداعي مؤهلاً بجدارة للارتقاء من الكم الروائي إلى الكيف. وقال البشير إن مثل هذا البحث يلفت نظر الصحف إلى أهمية ما تتناوله من منجز إبداعي، وما لهذا التناول من أثر فاعل في التجويد من جانب وفي التحفيز الإبداعي من جانب آخر، فتنحاز للقراءات الجادة. وتناول الفصل الأول في الرسالة، مبحثين: الأول (الأدب والصحافة)، من حيث علاقة أحدهما بالآخر عبر تاريخ الصحافة السعودية، وبواكير النقد الصحفي والمحاولات السردية، وأثر تقنية الإنترنت على التجربة السردية. واهتم المبحث الثاني ب (الرواية السعودية)، وسلط الضوء على (الطفرة الروائية)، وتعاطي المتلقين معها. أما الفصل الثاني فاهتم ب (القراءة الإسقاطية) وخروجها عن النص وتوجهها صوب المؤلف والمجتمع من خلال نماذج تطبيقية، و(القراءة الشارحة) وتعلقها بالنص دون الخروج عنه من خلال ممارسة إعادة نشر مقاطع من روايات أو صور الشرح التي شكلت فروع المبحث الأربعة: (التلخيص، التعليق، القيمة، والتسويق). واهتم الفصل الثالث أيضاً ب (القراءة الشاعرية) بتطبيقها على قراءة عبدالله الغذامي لرواية «بنات الرياض»، وتجاوزه سطح النص ليغوص في عمقه من خلال منهج تمثل في (النقد الثقافي)، وأدوات نقدية تسلح بها.