لمصلحة الوعي الاجتماعي، سأتناول الآن موضوعاً خطيراً في أوساط الشباب، هو موضوع “الشمة” وهي عبارة عن تبغ غير محروق يطلق عليه (smok les tbaco) أي تبغ غير مدّخن، وتخلط معه مواد كثيرة منها “العطرون والتراب والأسمنت والملح والرماد والحناء والطحين”، ومواد أخرى متنوعة وتكون أيضا شمة سادة أي غير مضاف إليها أي شيء وذلك على حسب رغبة متعاطيها. والشمة تسمى التنباك والسعوط والنشوق والمضغة والسفة والسويكة والبردقان. وبينها وبين أنواع التدخين الأخرى مفارقات؛ فالشمة تبغ ولكنه عديم الدخان، وإن ضرر تعاطي الشمة مقتصرعلى متعاطيها بخلاف أنواع التدخين فإن ضررها متعد. وأسباب تعاطيها كثيرة تتمحور في ضعف الوازع الديني، ورفقاء السوء، الذين يحثون غيرهم على كل معصية وشر ومن ذلك الشمة، وكذلك التجربة وحب الاستطلاع الناتجتان عن الفراغ ؛ إذ هي مما يسهل الحصول عليها وبثمن رخيص، وأخطرها إطلاقاً الاعتقاد الخاطئ بأن الشمة لا تسبب أمراضا خطيرة. فلها أضرار صحية على من يستخدمها وهي كثيرة منها: أن بها مادة النيكوتين السامة وهي مادة تسبب الإدمان وموجودة في جميع أنواع التدخين، لذا نرى من يتعاطى الشمة لايستطيع الفكاك منها بسهولة لأنه أدمنها، وكذلك ما تعقبه من تشويه منظرالفم فتكون رائحته كريهة ومزمنة، كسرطان الفم و اللثة. والإقلاع عن الشمة ليس أمرا صعبا بل من أراد الإقلاع عنها فليتبع الخطوات التالية: العزيمة القوية والإرادة الصادقة في الإقلاع عن الشمة. إخلاص النية والدعاء لله في ترك الشمة، فإن أخلصتَ النية أعانك الله على تركها. ترك مجالسة أهلها إذا كان المجالس لهم سيتأثر بهم ويشاركهم في استخدامها. زيارة أقرب عيادة لمكافحة التدخين لمساعدتك في الإقلاع عن الشمة. أقطع تفكيرك بكل مايذكرك بالشمة. حدد يوما معينا للتوقف فيه عن الشمة. وختاما أنصح من يتعاطى الشمة من الرجال والنساء بأن يتوبوا إلى الله من تعاطي الشمة ومن جميع أنواع التدخين أيضا؛ لأن الشمة خبيثة والله يقول: (ويُحَرِّمُ عَلِيهِمُ الخَبَائِثْ)، ومن تركها سيعوضه الله خيرا كثيرا، ولمن يروجها أو يتاجر بها بالتوبة إلى الله، إذ أنتم سبب في هلاك من يتعاطونها فلا تكونوا سببا في الإضرار بالآخرين، فإن الله حرم الإضرار بالنفس والآخرين، وقد قال عليه السلام “لا ضرر ولا ضرار”، أقلعوا عن الشمة وعن التدخين بجميع أنواعه، وقد مرّت قبل يومين ذكرى اليوم العالمي لمكافحة التدخين الذي يصادف يوم 31 مايو من كل عام، ونتمنى للجميع العون والتوفيق والسداد.