وجهت محكمة في مدينة إسطنبول التركية الاتهام لعازف البيانو الكلاسيكي، والمؤلف الموسيقي، فاضل ساي (42 عاماً) بسبب إهانته الإسلام من خلال تغريداته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وذكرت مجلة نيويورك تايمز في عددها الصادر يوم أمس الأول إن المحكمة التركية قالت في حيثيات الدعوى «إن «فاضل» أهان القيم الدينية علناً، وهي جزء من الأمة». ويأتي ذلك ضمن سلسلة الإجراءات القانونية التي تأخذها تركيا ضد الفنانين والكتّاب والمفكرين الذين يقفون ضد الدين والهوية القومية التركية. ومن المقرر أن تبدأ المحاكمة في 18 أكتوبر المقبل، وإذا تم إثبات التهمة عليه سيواجه الحكم بالسجن لمدة قد تصل إلى 18 شهراً. ويعتبر توجيه الاتهام بسبب التغريدات على تويتر من الأمور غير المألوفة في تركيا، غير أن ساي قال إن تلك «تغريدة» قام بتمريرها عبر حسابه الشخصي من باب المزاح فقط، وتتحدث عن (صفات الجنة)، وأنه لم يقم بكتابتها بنفسه، وأن هذا التشبيه مأخوذ من قصيدة الشاعر الفارسي عمر الخيام تعود إلى القرن الحادي عشر. كما اعتبر نفسه واحداً من ضمن 165 شخصاً قاموا بمشاركة بعضهم نظرتهم للجنة، وأن ذلك لا يستدعي توجيه تهم إليه في المحكمة بسببها. ونشر العازف في وقت سابق تغريدة أخرى متهكّماً على المؤذن الذي يسرع في الأذان وقت الصلاة بأنه ربما على عجلة لتناول الشراب بسرعة. كما سبق وأن أعلن عازف البيانو إلحاده متحدياً الغالبية الإسلامية في تركيا، عقب انتقاداته المتكررة لحكومة حزب العدالة والتنمية الإسلامية على سياساتها الثقافية والاجتماعية. وقال «تعتبر تلك القضية والتهمة متعارضة مع قوانين حقوق الإنسان العالمية، وليس المحزن في القضية التحكم في تلك الحقوق، بل إنها تسيء لصورة تركيا». وشغل ساي منصب سفير الاتحاد الأوروبي للثقافة، كما شارك بالعزف مع الفرق الموسيقية الكبرى، كأوركسترا نيويورك الفلهارمونية، وأوركسترا برلين. كما قام بالعزف في أبريل الماضي في نيويورك في متحف متروبوليتان للفنون، بالتزامن مع افتتاح معرض جديد للفنون العربية، والتركية، والإيرانية، وفي آسيا الوسطى، ولاحقاً آسيا الجنوبية. وواجه العديد من المفكرين والكتاب في تركيا الاتهام نفسه خلال السنوات الأخيرة، مثل الكاتب أورهان باموك، الحائز على جائزة نوبل، الذي تم تغريمه 3700 دولار عقب تصريحاته لإحدى الصحف السويسرية قائلاً: «لقد قتلت تركيا حوالي ثلاثين ألف كردي، ومليون أرميني». على صعيد آخر، انتقد الاتحاد الأوروبي، الذي تسعى تركيا للانضمام إليه، بالإضافة إلى منظمات دولية أخرى، مثل هذه الإجراءات، باعتبارها انتهاكات لحرية التعبير.