اضطرت مسنات في عسير إلى تعليم خادمات من شرق آسيا «اللهجة الجنوبية « من أجل مقابلة مئات المتسوقين والمتسوقات يومياً في سوق الثلاثاء الشعبي الأشهر في المنطقة والبيع لهم، حيث يخال للمتسوق أنهن بائعات سعوديات من خلال طريقة عرض البضائع وتحدثهن نفس اللهجة الجنوبية الشعبية من أجل جذب الزبائن، ولبسهن العباءة والنقاب. ويؤكد سالم الشهري أنه قدم إلى السوق مع أسرته دون أن ينتبه أن البائعة غير عربية، حتى دله على ذلك أحد أبنائه، ولم يلبث برهة حتى جاءته صاحبة المحل وهي عسيرية مسنة، وعرف بعدها أن العاملة هي من تروج للبضاعة بعد أن علمتها المسنة أصول البيع باللهجة الشعبية، إضافة إلى تعليمهن ألفاظا شعبية قد تغيب في الأصل عن أذهان الجيل الجديد، ك «الرحى والميفا والشذاب والبرك والوزاب وخلافها»، إلى جانب تمرسهن على الإتيكيت الشعبي الذي ينعكس إيجابا على مهارة التسويق. وتقول أم علي وهي مسنة تبيع في السوق الشعبي، إنها قامت بتوظيف العاملات لديها لمباشرة البيع في السوق بشكل كامل، فلا يلجأن لها إلا في الحالات التي يجدن فيها صعوبة، كأن يستشرنها في طلبات الزبائن بتخفيض الأسعار، إلى جانب حبهن لمعرفة فوائد واستخدامات الأغراض الشعبية من نباتات وغيره.