وبعد أن تنفس الناس الصعداء عقب صدور تعليمات مشددة من الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنها عدم مطاردة الناس في الشوارع وعدم التدخل في الأمور الخاصة لهم ما لم تكن لها آثار غير حميدة على الآخرين، شكرنا للهيئة ورجالها هذا التوجه الجديد الذي تقبله الناس بكل الامتنان والتقدير.. وللأسف فقد رأيت تدخلا من بعض رجال الهيئة وملاحقتهم لفتاة كان على أصابعها طلاء أظافر، جاء ذلك في مقاطع فيديو بالصوت والصورة شاهدتها على (صحيفة المرصد الإلكترونية) ليوم 23/ 5/ 2012 تظهر اثنين أو أكثر من رجال الهيئة يحاولون إخراج فتاة من السوق وهي ترفض الانصياع لهم، بل واتصلت بالشرطة لعلهم ينقذونها من أولئك الذين يصرون على إخراجها من السوق وهي ترفض لأنها خائفة ولا تدري ماذا سيحدث بعد خروجها من السوق. كانت الفتاة تسجل بالصوت والصورة ما دار بينها وبين رجال الهيئة، وحتى رجال الشرطة بعد أن استنجدت بهم ووصلوا إلى الموقع، يقولون لها أنت تضعين (المناكير) على أظفارك وهي تقول ما دخل المناكير بإخراجي من السوق؟ وانتهت المقاطع دون أن أعرف ما الذي آلت إليه الحال.. وأزعجني جدا تعليقات بعض القراء على الواقعة، فقد انبرى عدد منهم يحدث ويعظ ويتهم الفتاة بالجرأة غير المحمودة وبالوقاحة وبارتكاب المخالفات، حتى يظن من يقرأ ما كتبوه أن الفتاة قد أتت أمرا منكرا تستحق عليه العقوبة.. أنا أرى أنها فتاة شجاعة دافعت عن كرامتها وعن حقها ولم تستسلم لهم بل وتصرفت تصرفا لائقا عندما طلبت الشرطة التي يبدو أنها لم تفعل شيئا فإن كانت قد فصلت بين الفتاة وبين أولئك ومضت إلى حال سبيلها فإن الشرطة تكون قد قامت بواجبها في حماية الناس. نحن في حاجة إلى من يقول (لا) عندما لا يكون مخطئا، وإلى من يدافع عن حقه في الحياة دون أن يتدخل أحد في شأنه.