شكا ملاك “الهجن” المشاركين في مهرجان التراث والثقافة (الجنادرية)، الذي ختم مؤخرا، من أن فرقة من لجنة التعديات تصاحبها معدات “الشيّول” داهمت أماكنهم “العزبة”، التي يقيمون فيها ويدربون هجنهم بالمضمار المخصص لها، مضيفين ل”الشرق” أن اللجنة هدمت أماكنهم دون إنذار سابق – على حد قولهم – ما ألحق بهم أضرارا وخسائر مادية. ووقفت “الشرق” على الموقع والتقت عدد من ملاك الهجن. وقال أمين عام اللجنة السعودية لسباقات الهجن في الرئاسة العامة لرعاية الشباب فهد السبيعي ليس من المنطق هدم مكان شخص دون إنذار، مضيفا أن الطريقة التي تم التعامل بها مع ملاك الإبل في الموقع لا يقبلها عقل ولا ضمير، ونحن كلجنة لم يمر على انشائها أكثر من ستة أشهر ليس لدينا قرار حول هذا الأمر، وكل ما نملكه أن نرفع الأمر للجهات ذات الاختصاص، فمن تضرر من هذا الفعل ليس مالك الهجن فقط، بل المتضرر الحقيقي السباق السنوي للهجن، الذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين. وأشار إلى عزم ملاك الإبل رفع خطاب للمقام السامي للحفاظ على الموقع وتطويره. عبيد السبيعي وقال نائب رئيس نادي الرياض لسباقات الهجن عبيد السبيعي إن “العزبة” قائمة بأموالنا وأرزاقنا منها، وفاجأتنا لجنة التعديات بهدمها ما كلفنا خسائر وأضرارا، مضيفا إذا تم إزالة أماكن الهجن ومضمارها فأين سندرب هجننا؟ هل نلجأ لدول الخليج مثلاً من أجل تدريب الهجن ونعود لنتسابق في بلادنا. وأضاف أن “العزب” والأماكن كلفت مبالغ طائلة، موضحا أن الموقع الذي أقر لمرابط الهجن أسس منذ عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز – رحمه الله – واعتدنا أن نقيم فيه السباقات المحلية كل أسبوع، والاستعداد لسباق الجنادرية السنوي، وكذلك للسباق على بطولة الخليج التي حققناها في العام الماضي في دولة الإمارات، والمقرر أن يقام في هذا المكان بعد ستة أشهر؟ خالد بن حثلين وأوضح حسن الصيعري، أحد المتضررين، هدموا “عزبتي” دون إنذار، ما سبب لنا ضررا، مضيفا نحن ملاك إبل وليس استراحات، متساءلا: أين نذهب الآن ومن المسؤول عن الأمر؟ ومن يعوضنا الخسائر؟ ولماذا التفرقة بيننا وبين ملاك الخيل، الذي يقع أمامنا؟ وذكر خالد بن حثلين تفاجأنا بالمداهمة، وبعضنا لم يكن موجوداً أثناءها، وتضرر ملاك الإبل من ذلك، مضيفا لا نأتي بالهجن من المرابط ونسابق بها، بل ندربها سنة كاملة، ونستعد لسباق الجنادرية السنوي، والهجن هي ذاتها التي تسابق في مهرجان الجنادرية كل عام، إلا إذا كانوا يريدون إلغاء السباق. الموقع معروف منذ أربعين عاما عبدالرحمن المغيري أوضح رئيس نادي الرياض لسباقات الهجن عبدالرحمن المغيري أنه منذ العام 1393ه، أي منذ أربعين عاماً والموقع معروف، وأنه مخصص لسباقات الهجن وأهل الهجن، ولكن لم يكن بالحسبان أن نفاجئ بهذه الهجمة التي تهدم وتخرب أماكننا وتحدث كل هذه الأضرار بالممتلكات. وأضاف المغيري مرابط الهجن لها حدود وضعتها رئاسة الحرس الوطني، تحدها من الجنوب مرابط الخيل، ومن الشمال المنصة الملكية، مبينا أن رئاسة الحرس الوطني لديها علم بهذه المنشآت، التي نطلق عليها اسم “العزبة” وأعطت تصاريح أن تكون هذه “مرابط للهجن” سباقات الهجن تقاليد قديمة عند البدو، الذين ينظمون سباقات تشارك بها آلاف الجمال وسط الصحراء الواسعة. وقال إن سباق خادم الحرمين الشريفين السنوي للهجن، الذي بدأ عام 1393ه، واحد من أكبر السباقات في العالم، حيث يشترك به أكثر من ألفي جمل، ويحضره عشرون إلى ثلاثين ألف متفرج. وهو في نظر الكثير أفضل عروض مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة الذي يعقد كل عام، مضيفا أن باقي أشهر العام تقام سباقات الهجن في الرياض كل يوم خميس، في المضمار الذي يقع على امتداد شارع التخصصي، في منطقة الثمامة. كما يقع سوق الجمال بجانب الجنادرية، وهو واحد من أكبر أسواق الجمال في الشرق الأوسط، ويعقد كل يوم اثنين. واتصلت “الشرق” بالمتحدث الرسمي لأمانة مدينة الرياض إبراهيم الدعيلج، الذي رفض الحديث دون مخاطبته رسمياً وبالفاكس، وخاطبته رسمياً حسب طلبه، وتم إرسال الفاكس في تاريخ 19-5-2012، ومنذ ذلك التاريخ ونحن ننتظر الرد الذي لم يأت لغاية تاريخ النشر.
أحد ملاك الإبل أمام عزبته (تصوير: رشيد الشارخ) عملية هدم مفاجئة ل'العزب' (تصوير: رشيد الشارخ) ملاك الإبل أثناء لقائهم تدريب الهجن استعدادا للسباقات