خطوات جديّة اتخذتها إيران لإدماج مؤسّستي الجيش والحرس الثوري، تؤكدها أولى المناورات المشتركة بين المؤسّستين قبل بداية الشهر الماضي. وطرحت قضيّة الإدماج إبان الحرب الإيرانية العراقية إلا أنها ظلت معلقة ولم تبلغ النتيجة المرجوّة. ومثل هذه الخطوة تنذر بوشوك الحرب المرتقبة، وتقلل من خطر الانقسام والتناحر على وضع الخطط والإستراتيجيات العسكرية على غرار الصدام المشهود بين المؤسّستين إبان الحرب الإيرانية العراقية. وتراجعت شعبية الحرس الثوري وتلطخت سُمعته بسبب نفوذه الواسع في الدولة وهيمنته على الكثير من مؤسّساتها وسيطرته على الأرصفة السرية والاقتصاد والتنمية والصناعة والملاحة وتورّطه بتجارة المخدّرات والتهريب وتبنيه مشروع ما يسمّى بتصدير الثورة الإسلامية ورعايته الأعمال الإرهابية خارج الحدود بواسطة ذراعه المعروف بفيلق القدس سيئ الصيت، إضافة إلى خروجه عن الإطار الذي تأسّس من أجله. وبالمقابل ارتفع رصيد الجيش النظامي قياساً بالحرس الثوري وقوات الباسيج المنبوذة شعبياً والخاضعة لسلطة الحرس. وإلى جانب الخوف من اندلاع الحرب، فإن الدولة الإيرانية كثيراً ما تخشى الانهيار الشامل في مؤسّسة الجيش في حال إلقاء ثورات الربيع العربي بظلالها على كل إيران، وحدوث الانفجار المرتقب للشعوب غير الفارسية ضمن جغرافية ما تسمّى بإيران والبالغة نسبتها نحو 75 % من تعداد السكان. خاصة وأن الجيش الإيراني فقد اعتباره بعد الثورة وكثيراً ما تعرّض إلى التهميش والإهانة والمساس بكرامته والتشكيك بنواياه على يد الحرس الثوري وقوات الباسيج، ويتوق شوقاً لإعادة اعتباره ومكانته مثلما كانت إبان عهد البهلويين، وتسود الجيش حالة من الاحتقان وانعدام الثقة بدولة الملالي إلى حد الكره وانتهاز أي فرصة للإطاحة بها.